للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجماعتهما، وتهوّر الشافعي بالألفاظ على قاضي القضاة الحنفي أبي السرور بن الضياء وغيره وقالوا من جملة كلامه: أنت اليوم غاوي رئاسة جديدة لحضورك المدرسة الأشرفية في غيبتي، فقال له كان القاضي الشافعي قبلك يُعرَف حضوره بلبس الطيلسان من صلاة العصر فنعزم قِبَلَه (١) وأنت لا تُعرف لك قاعدة. وهذا جواب منه غير قانع له بل الأولى في جوابه: إن الأمر لا يتوقف على حضورك فإن كل من حضر من أصحاب الوظائف برئت ذمته الحضور وظيفته، وهو المعروف لأربابها في زمن الواقف إلى الآن. وكان إذا غاب الشافعي .... (٢) كل من حضر من بقية القضاة والشهود والمترددين إليه.

وكثر الكلام من المنسوبين إليه وأكثروا الكلام بما لا فائدة فيه إلّا الملام، وصفا الأمر على إقامة يوم واحد بمنى في بيت المالكي الذي عمره جديدًا. وعمل لهم من الأطعمة الملونة الحلوى والسكرية والمربيات والدجاج وغيره ممن كثر … (٣) وكان في حقيقة الحال مقدمة لأكل الحرام من الصدقة البخشية التي كانت تفرقتها غير مرضية. فإن القاضي الشافعي الجديد كان يعد المستحقين ويمَنّيهم حتى فرقها عليهم بعد أن قدم الشريف أبو (٤) نمي في آخر الشهر وتوجّه إلى جهة اليمن. وغنم الفرصة في غيبته فأعطى لكل من القاضيين الحنفي والمالكي مائة وعشرين أشرفيًا ويقال إنه زاد المالكي على الحنفي ثلاثين وأعطى القاضي المفصول الشرفي أبا القاسم المالكي - يقال - خمسين أشرفيا، وشيخ الحجبة والخطيب محيي الدين العراقي كل واحد عشرين، ولكل إمام سبعة ولعياله اثنين ولكل من بني ظهيرة عشرة وعياله اثنين ولغالب الفقهاء والمدرسين خمسة أشرفية ولعياله اثنين ولمن دونهم


(١) كلمة تكررت بالأصل.
(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٤) بالأصل: أبا.