للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على العادة، وصحْبَتهما سلطان البلاد السيّد بركات وولده الشريف أبو (١) نمي وإمام الموقف قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة وجميع الخلق. واستمروا واقفين إلى الغروب ثم نفروا مسْتجابي الدعاء إن شاء الله سالمين غانمين فرحين مستبشرين بالغفران ودخول الجنان. ودفعوا إلى مزدلفة وباتوا بها إلى الإسْفار ثم دخلوا إلى منى في يوم الثلاثاء عاشر الشهر وعَيدُوا بها. وعمل أمير الحاج المصري حرّاقة نفط عظيمة وفرّق على المتفرّجين لها عِلَب حلوى وسكرًا مُذابًا، ولم يُعهَد فعل ذلك لغيره، ورموا بها جمرة العقبة، وتوجّه أمير الحاج المصري والشامي وغيرهما إلى مكة وألْبسوا الكعبة الشريفة ثوبْها على العادة وطافوا وسعوْا ثم عادوا إلى منى وأقاموا بها ثلاثة أيام.

وفي يوم الثاني من تاريخه فرّق أمير الحاج المصري صرّ أهل مكة المستَجدّ في منزله.

وفي يوم الخميس ثاني عشر الشهر كان النفر الأول ورجع الخلق إلى مكة إلا اليسير، على العادة، وتأخر أميرا (٢) الحاج المصري والشامي وركْبهما إلى النفر الثاني، ثاني تاريخه على العادة.

وفي يوم الجمعة المذكورة ثالث عشر الشهر سافر الحاج المصري من مكة.

سنة خمس وعشرين وتسعمائة ٩٢٥ هـ (١٥١٩ م)

استهلتْ وهي متتابعة الغلاء فقاسى أهل مكة لذلك شدة البلاء فالله تعالى يُرْخيها، ويكتب السلامة فيها، فإن حوادثها مظلمة، وللأنفس مؤلمة، وتحتمل كتابتها


(١) بالأصل: أبي.
(٢) بالأصل: أميري.