للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

للصديق لما نهى الجواري عن لعبهن بالدفوف في منزله: دعهن هذا عيدنا أهل الإسلام (١)، إلى غير ذلك من الأحاديث.

شهر شوال المبارك استهل ناقصًا بالثلاثاء، رُئي قبل أذان المغرب من سنة ٩٤٣ هـ (١٥٣٧ م)

وكان الجو صاحيًا وكبّر العدول الذين أرسلهم قاضي الشافعية الزيني عبد اللطيف باكثير من علو جبل أبي قبيس قبل صلاة المغرب، ثم كبّر الريس علو زمزم بعد صلاتها وضج الناس بالتكبير والتهليل وكانت ساعة بهجة وليلة نيّرة.

وفي صباحها صلّى بالناس صلاة العيد الخطيب عبد القادر العراقي المدعو محيي الدين الحمصاني وخطب خطبة طويلة شحنها بكثير من الأحاديث والمواعظ التي لم يقع لها موقع في القلوب، وطوّل فيها حتى آذى الناس بحر الشمس وشكوه إلى علام الغيوب. ولم يلتفت لملل الناس وضررهم ولقوله لمعاذ : ﴿أفَتّان أنتَ يا معاذ تجاوز بالناس فإن فيهم الضعيف والمسكين وذا الحاجة﴾ (٢).

وكنتُ أنا وكثير من الناس ممن ناله الضرر يحصر البول ونويت القيام في أثناء الخطبة، وأقول ما وقع لي مسلسلًا في حديث يوم العيد ﴿من أراد أن يسمع الخطبة فليسمع، ومن أراد أن ينصرف فلينصرف﴾. فإن هذه الخطبة بدعة لطولها، وتركتُ ذلك خوفًا من السمعة أو لبلاغ النفس حظها لما بيني وبينه من الفتنة. فالله تعالى ينظر إلى جيران بيت الله الأمين، ويُرحّل عنهم المفسدين، بمحمد وآله آمين.

وفي ضحى يوم الخميس ثالث الشهر ولد الولد شرف الدين يحيى بن أبي بكر


(١) رواه بالمعنى الغزالي في الإحياء المجلد الثاني، كتاب آداب السماع والوجد، الباب الأول في ذكر اختلاف العلماء في إباحة السماع وكشف الحق فيه.
(٢) المصدر السابق ١: ١٧٦.