للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الجمالي يوسف بن يحيى ابن … (١) الشهير بابن المكي رأس المباشرين بالقاهرة كان والمقيم بمكة الآن، وأمه المرأة الجليلة فاطمة ابنة الخواجا شرف الدين يحيى بن علي المصري الأصل المكي ويعرف بالمغربي - ولم تلد غيره - وفرح لها أصحابها، وعملت لها سابعًا بجمع النساء والولدان. فالله يحييه لها ويقرّ عينها وأبيه به.

وفي ليلة الأربعاء تاسع الشهر نُعي على إمام الشافعية لمقام الخليل بمكة البهية العلامة الجليل أبي الفداء إسماعيل ابن الإمام أبي السعادات الطبري المكي بها، وأخذ العزاء فيه. وكان في أول السنة توجّه إلى صنعاء اليمن لمواجهة إمام الزيدية بها سلطانها فخر الدين بن شرف الدين بن يحيى الحسني فواجهه فيها مرة واحدة وأهدى له هدية فاخرة مع قصيدة مدحه بها في الثلث الأول من شهر رجب، ونزل من عنده وانقطع بمنزله نحو جمعة ومات في ثامن عشر رجب المذكور - يقال مسمومًا - وهذا معتقد الزيدية في إباحة دم الشافعية، ولو سلِم منه وعاد إلى وطنه كان خلاف معتقده، لكن الأعمار مساق إلى التربة والأقدار، وصار بعض الناس ينكر حدوث وفاته، وتحدثوا بحياته، حتى جاءت الأوراق بصحتها وأن جماعة إمام الزيدية أخذوا بعض مخلفه وتركوا نصفه عند وصيّه الشرفي يحيى الصنعاني سبط جوهر عتيق ابن الزمن المكي.

وخلف الإمام الطبري بمكة زوجة وذكرًا وثلاث بنات صغار جبرهم الله تعالى ورحمه وإيانا.

وفي ضحى يوم الأحد عشري الشهر شرع قاضي الشافعية الزيني عبد اللطيف بن أبي كثير الكندي في تفرقة حسب الصدقة الخنكارية العثمانية، على أهل مكة البهية، وحضر معه القضاة الثلاثة في وكالة الأشرف قايتباي جهة المدعى على عادتها. وكثُر فيها من الأسماء والمباشرين زيادة على مألوفها. وسمعت أنه بلغ عدد


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.