للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأسماء ستة وثلاثين (١) ألف نفس بزيادة نحو العشرة. وإذا حقّقتَ وجدتَ مأكلة للمتقدمين، فالله تعالى لا يصلح عمل المفسدين، وجعل لكل نفر كيلة ونصف بل أقل ويأخذ القضاة وأهل الجاه بالأرادب.

واتفق لي أني طلبتُ ما يخصني وبعض جيراني وأقاربي فدخل إلى منزلي ثلاث حصص ظهر لي فيها غرض أهل القسمة في الرياء، فإنه لي اثنا عشر قسمًا جعلتُ عشرة على قدر عيالي بلا زيادة، ولوالدة الشيخ - شيخ الشافعية - أبي الحسن البكري ستة أسماء وهي بمفردها، وللشيخ إبراهيم الحنفي عشرة أسماء وهو في نصفها. فعلمتُ الخيانة وغرض المقدمين في القسمة. فلا حول ولا قوة إلا بالله.

واستمرت القسمة إلى نحو ثلاث جُمَع إلى وقت سفر قاضي الشافعية لجدة وحدثت (٢) فيها حوادث من الشرور، وبهدلة أهل الظهور. كفانا الله وجميع المسلمين شر المؤذين.

وفي آخر شهر تاريخه وصل قاصد من جهة اليمن أرسله صاحب مكة السيد أبو (٣) نمي محمد بن بركات الحسني ومعه عدة أوراق لقاضي الشافعية المفصول البرهاني بن ظهيرة وقاضي المالكية القاضي ابن يعقوب ووزير الهند آصف خان وغيرهم من الأعيان: فيها إخبار الشريف بأنه دخل إلى حلي في رابع عشر تاريخه وعرض فيها بعسكره عرضة حسنة، بلغت عدة خيله ستمائة ورجله سبعة آلاف وأنه أرسل قصاد الخنكار إلى جهة اليمن من البحر لما أمِروا به، وقصد الشريف التوجّه لمحاربة خصمه صاحب جازان. فالله تعالى يشيد أركانه ويصلح أحوال المسلمين، ويرده إلى بلد الله الأمين.


(١) بالأصل: ثلاثون.
(٢) بالأصل: وحدث.
(٣) بالأصل: أبي.