للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له الشيخ مصطفى: الأروام يستحقون ذلك أكثر منهم، فقال له الأمير: السلطان ما قصد إلا أهل مكة والرومية لا يُسَمّى إلّا لهم، وليس لهم فيها مرتب. فترادا في الكلام، فقام الأمير من المجلس وتركهم فانفضوا بعده ولم يفرّقوا على أحد لأنه الناظر على التفرقة كما رسم به السلطان في مرسوم أرسله في هذا العام مع الأمين والكاتب. فكثر الدعاء من أهل مكة للأمير والوقيعة في المعارض له، فالله تعالى يخذله ويؤيد الأمير وينصره.

وفي آخر النهار اجتمع جماعة من الأروام وتوجهوا بالشيخ مصطفى إلى منزل الأمير وأصلحوا بينهما، فعفا عنه واتفقوا على ما يريده من الخير، فالله يُكثر من أمثاله ويدفع عنه شرّ كل وضيع.

وأشيع في هذه الجمعة وصول مركبين من عدن وأخبار ثماني مراكب بعدها. فالله تعالى يحقق ذلك ويرخّص أسعار المسلمين، ويكتب السلامة على المسافرين، بجاه سيد الأولين والآخرين.

شهر ذي القعدة الحرام استهل كاملًا كالذي قبله من سنة ٩٢٥ هـ (١٥١٩ م)

ويُشاع أنه رئي في بعض الأودية التي حوالي مكة بالثلاثاء ولم أتحقق صحة ذلك.

ويُذكر أن قاصدًا وصل بَرًا من القاهرة إلى جدة وتوجه لصاحب البلاد الحجازية السيد بركات في جهة اليمن ويقال أخبر بإشاعة وصول الفرنج إلى جدة وحرقهم المراكب بها. وتوجّه الشريف إلى اليمن فأرسل ملك الأمراء نائب الديار المصرية عسكرًا من البحر نحو خمسمائة رومي وغير ذلك من الرماة والأتراك وعين ثلاثة آمار (١) للتوجه


(١) كذا بالأصل، ولعله جمع لكلمة "أمير"، كان مستعملًا.