للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صبح يوم السبت ثاني تاريخه اجتمعوا أيضًا وأرسلوا للقضاة وجماعة الشريف فحضر الجميع وروّح الأمين تعلّق الشريف من الأسماء الواردة في الدفتر لصهره الشريف عرار بن عجل، واتفقوا على التفرقة وإرضاء الشريف بعد ذلك. وحصل في أول المجلس خصام بين القاضيين الحنفي الجديد والحنبلي بسبب تعصّب ثانيهما مع القاضي الحنفي المفصول في معلوم تدريس الحنفية كان من مقابيض الحنفي الجديد وأبيه من قبله، ووقع بينهما كلام لا طائل تحته، وانتصر نائب جدة للحنفي الجديد وتكلم على الحنبلي بل من المجلس وخرج منه، ثم عاد بطلب منه ثم عاد بطلب منه للصلح بينهما. وتشوّش كثير من الناس لذلك، فلا حول ولا قوة إلا بالله. وبعد ذلك قُسم المعلوم بين القاضيين فأخذ المتولي الثلثين (١) وهو عشرون دينارًا والمفصول الثلث وفرق بقية الصرر وشرع في البيوت فأعطى بعضهم وانصرفوا بعد أذان الظهر والناس راضون بتفرقتهم داعون لسلطانهم. فالله تعالى ينصر سلاطين المسلمين ويرخص أسعارهم ويقضي الدين عن المدينين.

وفي صبح يوم الأحد ثامن عشريْ الشهر فرّق غالب البيوت في الصدقة الرومية ولم يحضرها الأمين لتوعكه، عافاه الله تعالى وشفاه.

وفي ثالث تاريخه وقع خصام بين نائب جدة الأمير قاسم الشرواني والشيخ المدرس مصطفى الرومي الحنفي بحضرة الكاتب على الصدقة الرومية وقت تفرقتها في منزله، وذلك أنّ الأمير - نصره الله - قصد الجميل مع أهل مكة لكونه لم ير (٢) لهم مرتبًا في الصدقة الرومية كالأعاجم والأروام فقال: يُنظر في الفائض من مال السلطان مع الأسماء الشاغرة من الأموات والغياب فيُقرر الأعيان من المستحقين من أهل مكة، فقال


(١) بالأصل: الثلثا.
(٢) بالأصل: لم يرى.