للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طلوع جبل أبي قبيس لرؤية الهلال وأمر الشهود بالطلوع إليه، فطلعوا ولم يروا الهلال. وتحدث الناس ولم يثبت ذلك، بل شائع يتفوهون به على الألسنة.

وفي عشاء ليلة الجمعة سلخ الشهر دخل مكّة أمير المحمل المصري مِشَدّ الشون تنم الجاركسي الأشرفي وطاف وسعى وعاد إلى الزاهر.

وفي صباح تاريخه عرض له السيد أبو القاسم أخو (١) صاحب مكّة السيد أبي نمي - لتوعّك أخيه - بعسكر كبير من الخيل والرجل وصحبته القاضي الشافعي ونائب جدة داود الرومي والسيد علاء الدين ملك التجار وأمير الصعيد داود بن عمر الهواري. وألبس الشريف أبا (٢) القاسم خلعة أخيه بلا طبق على رأسه، ووصلوا معه إلى درب المعلاة، ونزل أمير الحاج هناك كالسنة التي قبلها. ودخل الحاج جميعه إلى البلد ولم يمنعوا من ذلك. ويُقال إن أمير الحاج هو السبب فيه، وما عُلِم حقيقة حاله والله أعلم بها.

[شهر ذي الحجة الحرام استهل كاملا بالسبت من سنة ٩٣٥ هـ (١٥٢٩ م)]

وفي صباحها فرّق أمير الحاج المصري مال الذخيرة الشريفة على المستحقين بمنزله عند درب المعلاة بمباشرة ولده ومباشرة القاضي بدر الدين الجزيلي (٣) الحنبلي والقاضي كريم الدين بن إسرائيل. وكان القبض هنِيًا، ثم بعده فُرّقت أوقاف مصر من القضاة الحنفي والمالكي والحنبلي وأرسل وقف الشافعي من الحكمي والمستجد


(١) بالأصل: أخي.
(٢) بالأصل: أبي.
(٣) كذا بالأصل، ولعله خطأ من الناسخ صوابه: الجزيري، وهو والد المؤرخ عبد القادر الجزيري الحنبلي صاحب كتاب الدرر الفرائد المنظمة، وقد كان محمد الجزيري والده من كبار موظفي ركب الحاج المصري. انظر مقدمة كتاب الدرر الفرائد.