للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على عادته إلى قبض البرج والغازية من جهة الشام. فلا قوة إلّا بالله. وأما بقية الأوقاف فضعُفتْ وآلت إلى الانقراض من مصر. فالله تعالى ينتقم من نظارها.

ووصل وقف حويداج (١) الناظر من جهة الأشرف قايتباي كاملا من الوظائف والمبرة مع .... (٢) أمير الحاج الشيخ شمس الدين السمديسي الحنفي (٣)، وهو جاري وساكن في منزلي. وهو شاهد عند قاضي المحمل كعادته.

وطلع في هذه السنة قاضي المحمل القاضي الأصيل زين الدين زكريا بن محمد ابن شيخنا زكريا الأنصاري الشافعي وهو ساكن لطيف، ويُقال إن حوائجه سُرقت في الطريق مع خلعته فلذلك لم يختلع عند دخول مكّة أمام المحمل كعادته. وتوجّه الأعيان للسلام عليه.

وفي يوم الأحد ثاني الشهر شرع أمين جدة الزيني داود الرومي واليازجي عيدي جلبي في تفرقة المبرة الرومية الخندكارية العثمانية أمام منزل نائب جدة المذكور بالمدرسة في منزل الشيخ عبد الله الشيبي علو رباط أم هاني ابنة أبي طالب المطلّ على المسجد الحرام في الجهة اليمانية. وأعطى أهل الصُرَر من مال الخزانة. وحضر ذلك القضاة الأربعة وبعض الأعيان وغيرهم من الأتباع. وجلس نائب جدة واليازجي على دكة مرتفعة عنهم في شبّاك مُطِلّ على المسجد الحرام وبقية الناس فيه، وكان في المجلس عدة صيارف يعدّون ويزِنون الدراهم الفضة عن كل أشرفي سلطاني خمسة وثلاثون، ويضعون كل عشرة وحدها فمن طلع اسمه في الدفتر يطلبونه بالنداء له فإن كان في المسجد طلع لهم فيسألونه عن عدة صرته فإن وافق ما عندهم أعطوها


(١) كذا ورد الاسم بالأصل، ولم نقف له على تعريف.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٣) هو محمد بن النقيب السمديسي، تولى قضاء الحنفية بمصر، ثم تولى قضاء المحمل المصري. انظر أخباره في الجزأين الرابع والخامس من كتاب بدائع الزهور لابن إياس (الفهارس) وخاصة الجزء الخامس صفحة ٤٧٧.