بردي الغزالي نائب الديار الشامية كان، فطاف وسعى وعاد إلى الزاهر وأقام به إلى الصباح، فخرج للقائه أبو نمي وأخوه ثقبة بعسكرهما ومعهما خيول كثيرة وأمير الحاج المصري -وهو غير العادة- ونائب جدة الرومي. فلبس كل من الشريفين خلعة وتوجهوا مع أمير الشامي إلى محطته بالأبطح ووصّلوه إلى منزله وعادوا إلى البلد وهم في أبّهة عظيمة وخيول جسيمة. فالله يؤيدهما ويحفظ والدهما.
وفي يوم تاريخه تكامل الركب الشامي والغزاوي في محطتهم بالأبطح، وكان ركبهما قليلًا بالنسبة إلى العادة. فالله يعطي الناس خير الحاج، ويقضي حوائج المحتاج، ويجعل ما قاله الشاعر مقبولًا وهو:
أقبل الموسم المبارك فيه … من جميع الجهات خلق كثير
أعطنا خيْرَهم إله البرايا … واكفنا شرّهم فأنت القدير
شهر ذي الحجة الحرام، استهل كاملًا بالخميس من سنة ٩٢٥ هـ (١٥١٩ م)
وكان في ليلته أمر أمير الحاج المصري القاضي الشافعي الجديد النوري ابن ناصر بطلوع جبل أبي قبيس لرؤية الهلال فاعتذر لضعفه وكِبر سِنّهِ وأمر أولاده بذلك فطلع معهم شهود باب السلام فقط، فجلس هو عند باب الصفا، فلما رأوا الهلال نزلوا إليه وأدّى عنده بعض الشهود برؤيته فتوجّه بهم إلى أمير الحاج في المسجد الحرام وأخبره بذلك. فاستخف الناس به واستنقصوه لفعله حيث أزرى المنصب لأنه ليس بأهل له، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وفي صباح تاريخه توجّه غالب الفقهاء لقاضي القضاة الشافعي المفصول الصلاحي