زال الفساد عن البلاد أم القرى … وحقيقة جاها صلاح الدين
يهنئكم يا أهل مكة أبشروا … رضي الإله عليكم في الحين
وسلوه دومًا لا يعيد فسادها … أبدًا إلى مرّ الدهور سنين
وفي عصر يوم الإثنين سابع عشريْ الشهر توجّه السيد الشريف بركات وصحبته القاضي الشافعي صلاح الدين بن ظهيرة إلى أمير الحاج المقر الأشرف برسباي الجاركسي بالزاهر لأجل السلام عليه، فسلما عليه وعادا بسرعة. ولم أعلم ما وقع في المجلس من أمر القاضي الشافعي، لكن الشريف بركات لما عاد إلى منزله خرج إلى جهة اليمن وترك ولديه بمكة لأجل عَرضة أمير الحاج.
ويقال إنه تكلّم مع الأمير في جهة القاضي الشافعي المفصول فقال له: كنْ في نفسك، فتخيّل من ذلك، فالله تعالى يحميه ويحرسه بعيْنه التي لا تنام، فإنه بركة الحجاز.
وفي صبح تاريخه خرج للقائه أبو نمي وأخوه ثقبة وعسكرهما ونائب جدة وعسكره فخلع على كل منهم خلعة فدخلوا مكة من المعلاة بعرضة عظيمة فيها خيول كثيرة للشريف وأمير الحاج فمشوا معه إلى باب سَكَنه بالمدرسة الأشرفية القايتبائية بالمسعى المعظم، ثم توجّهوا إلى منزلهم ولم يضفْ الأمير القاضي الشافعي. وطولب المعزول فأحال على المتولّي. وكانت العادة يعشّي الشريف صاحب البلاد وبعده ثاني يوم القاضي الشافعي.
وفي ليلة الثلاثاء ثاني تاريخه دخل إلى مكة أمير الحاج الشامي السيفي جان بلاط ابن عبد الله الجاركسي نائب السلطنة الشريفة بغزة المحروسة ودوادار المقر الكافلي جان