للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنكر ذلك الأروام منهم قاضي مكة الحنفي الأفندي مصلح الدين، وسمعتُه وهو في الطواف يقول: هذا إسراف وهو مخالف للشرع، وأنكره بلسانه وجُبنَ عن الأمر بتركه خوفًا من المعارضة .... (١) خصوصًا وصاحب السنجق في البلاد.

واتفق أنه حضر الصلاة خلف الولد بالمقام وصحبته ولده السيد أحمد وأخوه السيد أبو القاسم وصهره السيد عرار بن عجل وغيرهم من القضاة والأعيان من الفقهاء والتجار وغيرهم، وكثر فيها السرج من الثريات والمفرعات وغير ذلك. وكان بهجًا مأنوسًا وخطب الولد خطبة بعد فراغه على منبر الوُعّاظ - على العادة - ودعا فيه للخنكار وأمير مكة السيد أبي نمي ووالده وجده وناظر المسجد الحرام. فخلع عليه السيد أبو (٢) نمي خلعة قفطان وكذا .... (٣). ويقال ذلك بسؤال والده للشريف فجازاه بذلك على هديته المتقدمة عند قدومه. وعُدّ حضوره من الغرائب لكونه لم يتفق لغيره وهو من العجائب.

وأصيب الشريف أبو (٤) نمي في المجلس قبل الفراغ من الختم لوصول الخبر له بوفاة ولده الشريف أبي سعد - وهو مراهق - وتركه مريضا بفريقه فوصلوا بجنازته لمكة، فجهّز في ليلته وصلّي عليه ودفن في صبح تاريخه وشيّعه الأعيان للمعلاة.

[شهر ذي القعدة الحرام استهل كاملا بالإثنين من سنة ٩٤٤ هـ (١٥٣٨ م)]

وفي صباحها سافر صاحب مكة السيد أبو نمي محمد بن بركات الحسني


(١) بياض بمقدار ثلاث كلمات بالأصل.
(٢) بالأصل: أبي.
(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٤) بالأصل: أبي.