للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرومي للسيد أبي نمي هدية من القماش السكندراني والسكر يقال بنحو مائتي أشرفي، وكذا قاضي القضاة التاجي المالكي المفصول يقال إنه عمل حلوى عند الإفطار أو السحور فأعجبه ذلك أكثر من هدية القاضي، ولذلك صلّى في ختم ولده بالمقام كما سيأتي.

وفي ليلة الأربعاء سابع عشريْ الشهر كان ختم مقام الحنبلي وصلّى فيه الإمام الأصيل عفيف الدين عبد الله ابن قاضي القضاة إمام المقام المذكور المحيوي عبد القادر ابن الشيخ نجم الدين محمد بن ظهيرة القرشي المخزومي، وأمه حبشية، وعمره نحو أربع عشرة سنة وظهر بعد وفاة والده بأشهر .... (١) مع أجله نجم الدين محمد وأمه عربية وبينهما في العمر أشهرًا .... (٢) أخوان أكبر منهما، فحضر ختمه بعض القضاة المفصولين وغيرهم من الفقهاء، وكان ختمًا مأنوسًا لطيفًا.

ثم بعد الفراغ منه ختم صلاة التراويح بجماعة من الأروام الأصيل (٣) الفاضل أبو حامد ابن إمام الحنفية المرحوم السيد أحمد بن محمد البخاري الحسني واحتفل بذلك عوض ختم المقام كما تقدم تركه. وختم الجمالي محمد ابن الشيخ جعفر الرومي في الرواق الشرقي وكانت قراءتهما حسنة.

وفي ليلة الجمعة تاسع عشريْ الشهر احتفل قاضي القضاة التاجي بن يعقوب المالكي المفصول بختم ولده البرهاني إبراهيم المراهق صلاة التراويح في مقام المالكية. وعمل له زفة من منزله بالمفرعات والشموع والمشاعل ودعي فيها القضاة والفقهاء والتجار وغيرهم، فمشوا أمام الولد من منزله إلى سويقة الشامي ودخل من باب الزيادة حتى وصل إلى المقام، والنساء يزغردن خلفه بأصواتهن (٤) في المسجد الحرام.


(١) كلمتان غير مقروءتين بالأصل.
(٢) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.
(٣) كلمة مكررة بالأصل.
(٤) بالأصل: يزغرطون خلفه بأصواتهم.