للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصحبتهما جماعة من الحجاج، وتحدث الناس بوصولهما لمكة مع صاحبها الشريف أبي نمي لقراءة المراسيم الخنكارية ولبس الخلع الشريفة في ثاني الشهر. وكانت (١) نية الشريف الوصول إليها قبلهم عند وصول قاصده فتأخر في الوادي لفراغ تسقيف المقعد الجديد بمنزله دار السعادة مع رفرفه وتبييضه، فبُيض وصار نزهة للناظرين، ولله الحمد والمنة.

وفي عصر يوم الثلاثاء تاسع عشريْ الشهر طلع قاضي القضاة الشافعي وناظر المسجد الحرام المحبي بن ظهيرة على جبل أبي قبيس لرؤية الهلال، على العادة، وصحبته جماعة من الأعيان والفقهاء والشهود والقضاة فصلّى المغرب هناك ولم يره. فكان هذا الشهر تاما، ولله الحمد.

[شهر ذي القعدة الحرام استهل كاملا بالخميس من سنة ٩٣٥ هـ (١٥٢٩ م)]

وفي أوله أصبح بمكة صاحبها الشريف أبو (٢) نمي فتوجّه له الأعيان للسلام عليه بقدومه وبالشهر.

وفي ليلة الجمعة ثانيه دخل مكّة نائب جدة داود الرومي رفقة ملك التجار السيد علاء الدين الحسيني ونزل عنده في داره المجاورة لباب العمرة أحد أبواب المسجد الحرام وقصدهما أرباب الوظائف وغيرهم للسلام عليهما. ثم ركباهما وتوجّها لمنزل السيد الشريف أبي نمي وسلّما عليه وعادا إلى المسجد وجلسا في الحطيم حتى جاءهما الشريف بجماعته والقضاة الأربعة والخلق. وقرئ فيه ثلاثة مراسيم للشريف جاءت مع قاصده القائد أحمد بن نصر الحسني اثنان من الروم


(١) بالأصل: وكان.
(٢) بالأصل: أبي.