للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خنكاريان وثالث بمضمونهما من نائب القاهرة. وفيها (١) إخبار الشريف بوصول قاصده إلى الأبواب الخنكارية مطالعتهم (٢) وهداياه فقُبلتْ وقوبلتْ بالتعظيم والإكرام، وإخباره أنّ العادة القديمة ضبط التركات ويأخذ الشريف منها ما كان دون ألف دينار وما كان فوقها فهو للسلطنة، وإننا أرسلنا جماعتنا يضبطون ذلك. فيفهم من هذا الطمع في أموال الأموات. فلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

وبعد فراغ قراءة المراسيم لبس الشريف أبو (٣) نمي خلعة عظيمة على عادته وطاف بها أسبوعا ودعا له الرئيس فوق ظلة زمزم كعادته فتكدر الناس (٤) بما وقع من أساطين المطاف النحاس الموالية لمقام الحنابلة جهة زمزم عند وصول الشريف لتحت الحطيم لأجل سماع المراسيم وازدحام الخلق عند رؤيته. فسقط على جماعة من الرجال والنساء وسلمهم الله ما عدا طفل مراهق عُمُره ثلاث عشرة سنة وهو النجل السعيد الشهيد زين الدين عبد الصمد ابن القاضي فخر الدين أبي بكر ابن قاضي المسلمين نور الدين علي المرشدي الأنصاري الحنفي ففاز بالشهادة في وقته أمام الحجر الأسود، وحُمل إلى منزله فنعاه أهله وجهّز في وقته وصلّي عليه عقب صلاة الجمعة وشيّعه خلق إلى المعلاة، ودفن بتربة سلفه بالشعب الأقصى وحزن الناس عليه كثيرا لشبابه وعقله. فالله تعالى يعظّم لوالديه الأجر ويرزقهما العوض فيه.

وفي عصر يوم تاريخه توجّه الشريف أبو (٥) نمي للسلام على نائب جدة في مسكنه بالمدرسة العينية المجاورة للمسجد الحرام وألبسه خلعة خنكارية قال له إنها خرجت معه قبل وصول قاصده للروم، وقرأ له مراسيم عنده، ثم توجّه بعده بعد قلع


(١) بالأصل: وفيهم.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) بالأصل: أبي.
(٤) بالأصل: النار.
(٥) بالأصل: أبي.