للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خلعته بمنزله لملك التجار. ويقال إنه البسه الآخر خلعة قلعها بباب داره وتوجّه لمنزله وأقام به إلى عصر يوم السبت ثاني تاريخه. ثم توجّه إلى فريقه بالوادي وتخلف بعده القائد الأعظم المدبّر للمملكة زين الدين جوهر المغربي الحبشي لمشترى أماكن بوادي الخضراء طلبها السيد الشريف من جماعته، وتوقف بعضهم في بيعها منهم أولاد القاضي عبد الحق النويري المالكي وزوج ابنة عمهم الخواجا شهاب الدين أحمد الحلبي ودفع لكل منهما نحو ثمانمائة أشرفي وأشهد (١) عليهم. وأما بيت ابن زائد فتوقف كبيرهم الشيخ أبو سعد حتى توجّه له القائد جوهر المغربي إلى منزله فطلب منه أن يشتري له حصة من شريكه الشيخ نور الدين علي بن جوشن في مكان بوادي الخضراء فأجابه إلى ذلك ولم يفصل أمر الباقين من أولاد أخيه لتوقفهم واحتياجهم إلى أماكنهم لأجل غلال الحب فيما يتقوتون به وهم أيتام. وقصد الشريف عمل أصيلة كبيرة لولده الطفل شهاب الدين أحمد، وحظر نقيبه فيها عينها على عرب الأودية، ولله الأمر.

وفي جمعة تاريخه عُمّرت حاشية المطاف بردّ الأساطين النحاس الواقعة على حالها وغيّر منها الطارفة بأسطوانة من حجر أسود، وكذا في الجهة المقابلة لها أمام باب السلام. وكانت الأسطوانتان (٢) فيه قديما وأخرجتا منه في عمارة الأروام عام اثنين وثلاثين وتسعمائة (٩٣٢ هـ / ١٥٢٦ م). وكان المباشر لعمارة ذلك الزيني مصطفى الرومي مشدّ العين والعمائر الخنكارية بمكة المشرفة، أثابه الله تعالى.

وفي ليلة الأربعاء سابع الشهر سافر من مكّة السيد علاء الدين ملك التجار ورفقته نائب جدة الزيني داود الرومي ولاقاهم بوادي جدة ناظر المبرة الهندية الملك إقليم خان، وكان قصده التوجّه لمكة لتفرقة أسماء العامة، فتخلف عنه وكيلها


(١) بالأصل: أرشهد.
(٢) بالأصل: الإسطوانتين.