للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهر ذي الحجة الحرام استهل كاملًا بالأربعاء من سنة ٩٤٤ هـ (١٥٣٨ م)

واختلف بعض الناس في رؤيته بالثلاثاء ولم يثبت - كما سيأتي ذكره - ونزل وطاقه أمير الحاج المصري خارج باب المعلاة عند البرَكْ وقيّم أمين الصدقة الرومية في محطته.

وأشيع أنه نهب له عدْله فيها بَقْجَة ثيابه ودفتر المبرة الرومية فتشوش الناس لذلك وصار بعضهم يصدق الخبر وبعضهم يكذبه، حتى توجّه الأمين الرومي إلى صاحب مكة السيد أبي نمي وأخبره بخبره وقدم له هديته الواصلة معه من الخنكار مع مراسيمه، فقال له: إن كانت السرقة عند جماعتي يُحضرون (١) وإن كانت عند النفر فهي درك أمير الحاج، وكل منا يفحص عنها. فظهرت عند النفر ورُميَ الدفتر عند خيمة أمير الحاج، ولم تظهر حقيقة لحوائج الأمين. ثم إنه سكن في المدرسة الكلبرجية (٢) المجاورة لباب الصفا - أحد أبواب المسجد الحرام - علي عادة الأمناء قبله. وتحرك سكانها في منعه لوصول مرسوم لهم بعدم سكن الأمين عندهم لضررهم من جماعته فلم يُفدهم ذلك لمصلحة الناس وصيانة المال.

ثم إن الأمين شرع في القسمة يوم الخميس ثاني الشهر وحضر الأفندي القاضي مصطفى الرومي أول مجلس مع كتّاب السيد أبي نمي والشيخ أبي زرعة - أحد العدول - بإشارة من صاحب السنْحق. ثم ترك القاضي الحضور بنفسه وأمر بعض جماعته بملازمتهم. ففُرّقتْ على العرب أولًا ثم العجم والأروام واستمرت


(١) بالأصل: يحضروا.
(٢) ذُكرتْ هذه المدرسة باسم الكلبرقية في كتاب غاية المرام للعز بن فهد ٣: ١٤٧.