للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التفرقة خمسة أيام متوالية.

وفي يوم الإثنين سابع الشهر أعطى الأمناء مشائخ الأربطة ففرقوها على أربابها وانفرجوا فيها وتضاعف الدعاء لمرسلها وأمينها ومن حضر تفرقتها.

وحصل لي في عصر يوم الخميس في أول يوم من تفرقتها محنة وقعت لي مع أخي لعدم توفيقه معي لجرأته وولده عليّ. وذلك أني قررت له في بيتي بالمبرة الرومية عند توجّهي للأبواب الخنكارية في سنة عشرين وتسعمائة أربعة أسماء باثني عشرة أشرفية ولي مثلها ولأختيّ سعادة وسيدة قريش مثلها ولفاطمة ابنة صاحبنا الجمالي الشلح اسم، الجملة ثلاثة. فمات من أصحاب الأسماء اثنان وأسقط الأمناء اسما من نحو عشر سنين، فوزعتْ على كل أربعة أسماء أشرفيًا ذهبًا واحدًا وأعطي الباقي لأربابها وهم شاكرون مني وراضون عني لتوسطي لهم في الخير المرتب في كل عام ولي أسوة بهم.

فأظهر الكمين من باطنه والظلم لي كعادته وطلب مني زيادة للنقصان، وما قضيتُه من دينه بالضمان وهو ثلاثة أشرفية ذهب، فظهر لمن رآه أن عقله ذهب، فأساء هو وولده عليّ فطلبتُ تأديب ولده فمدّ يده إليّ وضربني الآن على رأسي حتى سال دمي. فتوجّهتُ حينئذ إلى الأفندي قاضي الحنفية وهو (١) في مجلس تفرقة الرومية، فأرسل معي شخصًا لإحضاره، فرأيته (٢) ذهب في فراره، إلى شيخ الشافعية أبي الحسن البكري ودخل عليه في خلاصه مني، فتكلم عليه بحضرتي بما فيه رفعته لي وسألني في العفو وترك الأجر على الله. فوكلت أمري إلى الله واستعنت، ثم دخلت إلى الطواف الشريف، ودعوتُ الله تعالى في المحل المعظم المنيف، وغيره من المشاعر


(١) بالأصل: وهي.
(٢) بالأصل: فرأيت.