وفي أوله فُرّقتْ صدقة أمير الصعيد الأمير داود بن أحمد بن يونس بن عمر الهواري من الحب المصرية على يد مباشره بجدة والمحيوي عبد القادر الحضرمي الخراز وذلك بأوصال يكتبها الشيخ ولي الدين أبو زرعة وعليها خاتم قاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام المحبي بن ظهيرة. فكتب لكل نفر من الفقهاء وأتباعهم وأهل الأربطة فقط، لكل نفر ويْبَة حَب، وأصلها ألْف وأربعمائة ويْبة، خرّج منها مائة لجماعته بنفسه والباقي كتب بها قائمة وضع عليها ختمه وتركها عند مباشِرِه الزيني موسى والمحيوي الحضرمي، وتوجّها بها لجدة في محل الحب، وكل من جاءهم بوصل أعطوه ثلاثة أرباع ويْبة، وترك الربع لأجْل المعشّر وغيره. فالله تعالى يجْزيه خيرا ويكتب سلامته وجميع المسافرين.
وفي ضحى يوم الأحد ثاني الشهر وصل لمكة أميرها السيد أبو (١) نمي الحسني - وهو صحيح من ألمِهِ - للطواف والسعي، فذهب الأعيان للسلام عليه فطاف وسعى بالليل وعاد لفريقه في ثاني تاريخه.
وفي يوم تاريخه اجتمع بعض أهل المدرسة الأشرفية ومعهم الجابي لوقفها الشهابي أحمد بن رجب المزين النائب عن الجمالي محمد بن مدهش كاتب صاحب مكة بالمسجد الحرام في مجلس قاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام المحبي بن ظهيرة، فحاسبه الشيخ أبو زرعة وكتب القوائم التي معه لسنتين قبل تاريخه، فوجد