فيها التصرف في العمارة وإعطاء بعض المستحقين وطرح الشراب (١) وثمن بهائم وعلفها بما لا يسوغ له شرعًا بخلاف شرط الواقف. وفضُل عليه بعد ذلك نحو ستمائة أشرفي من السنة التي قبل تاريخه، وقبض بعض الأجرة من السكان في عام تاريخه فمُنِع من ذلك لخيانته. وتسلم متحصل هذه السنة شخص جاركسي من جهة أمير الحاج تَنَم الجاركسي، ووعد المستحقين بالصرف لهم عن الماضي. وأمرَهُم بملازمة الحضور فحضروا في يوم الأربعاء حادي عشر الشهر وكانت البدْأة من أوله.
وفي عصر يوم الخميس تاسع عشر الشهر مات الشيخ الأوحد الأصيل ذو الهمة العلية شهاب الدين أحمد ابن الشيخ العلامة نور الدين علي محمد بن علي الفاكهي المكي بعد توعّكه نحو جمعة بالإسهال، وأوصى لأولاده الأربعة؛ الفاضل عفيف الدين عبد الله والسراجي عمر والطفلين الشقيقين المحيوي عبد القادر وأبو السعادات وابنة من موطوءة له اسمها زينب. وجهّز في ليلة الجمعة وصلّي عليه عقب صبْحِها عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة على والده بجانب الفضيل بن عياض وبني شيبة في الشعب الأقصى.
وفي ليلة موته عمل نجم الدين محمد بن الكمالي أبي البركات بن أبي الفضل الزين زفة من المروة لطهار ولده أبي القاسم من سعادة ابنة قاضي الحنفية كان. الشرفي أبي القاسم بن الضياء العمري وحضرها القضاة وبعض الفقهاء والعامة، وعِيبَ ذلك على أهله لقرابتهم بالفاكهي المتوفى.
وفي يوم الأحد ثاني عشريْ الشهر ختم الولد وعملتُ له وليمة حضرها القضاة وغيرهم.
وفي يوم تاريخه ادّعى بعض التجار عند قاضي القضاة المالكي الشرفي أبي القاسم الأنصاري على شخص مغربي قال له عند خصامه له: أنتَ أمّيٌّ، فقال: