للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالشام لوجعه فيها، ووصل الأمين على الرومية مع حاج مصر ومعه ومعه المال ويازج ثان عيّنه الباشا داود من القاهرة.

ووصل مع الحاج المصري ناظر الأوقاف بها الزيني نصر الله الرومي وصحبته جميع أوقاف القضاة الأربعة وغيرها ما عدا البعض فحيّزها على مستحقيها ولم يصرفها لهم إلّا بعد تردادهم إليه ومطله لهم. ثم صرفها لهم مما ضرّ بحالهم كما سيأتي ذكره. واستأذن أمير الحاج المصري الباشا في صرف الذخيرة لمستحقيها فأذن له في صرفها من غير مقتطع لأهلها، وصُرفت في المدرسة الأشرفية القايتبائية. وكان القبض لها هنيئًا لكنه ذهب (١) وذلك في يوم الإثنين ثاني شهر ذي الحجة.

شهر ذي الحجة استهل ناقصًا بالأحد من سنة ٩٤٥ هـ (١٥٣٩ م)

بعد الطلوع لرؤيته على جبل أبي قبيس قاضي مكة الرومي (٢) الأفندي مصلح الدين الحنفي ومعه جماعة ممن هو منسوب إليه ولم يكلّف الفقهاء للطلوع معه على العادة القديمة. فجزاه الله خيرًا وأبقاه لنا زمنًا طويلًا، وكونه مباركًا عاقلًا مديرًا متوددًا للعرب مع صفاء باطنه ولا يلتفت لكلام الأروام، في أهل بلد الله الحرام، ولذلك كثرت (٣) أذيتهم له. فالله تعالى يحفظه ويسلّمه.

وقد قُسّمت غالب الأوقاف المصرية بحضرته أمام منزله على يد حاملها ناظر النظار لها الزيني نصر الله الرومي وأعظمها وقف الشافعي الحكمي وغالب المستجد وتأخرت تتمته للحوالة بها على وقف البرج والغازية الواصلة صحبة الركب الشامي


(١) بالأصل: ذهبا.
(٢) كذا وردت الجملة بالأصل.
(٣) بالأصل: كثر.