للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها. ووصلت الأوراق بأنّ ناظر الأوقاف بها قرر فيها جماعة وكتب أسماءهم في دفتر أسماء الشام وقبض منها بعض المستحقين تعلّقه.

وكان قبل عام تاريخه يُحمل لمكة ويضاف إلى وقف الشافعي فوصل مرسوم من الأبواب الخنكارية بالتقرير فيها من الشام في هذا العام وعين الناظر بها جماعة من أهل مكة والمجاورين بها، فحلّ أسماءهم نصر الله منها كما سيأتي.

وفي يوم الإثنين ثاني الشهر وصل جماعة من الحاج الشامي لمكة وتتابع الباقون ودخل أميرهم بعد عشاء ثاني تاريخه وهو نائب عنتاب حسين بك الرومي أخذ الدالية ممن طلع (١) أمير الحاج قبل سنة تاريخه فطاف وسعى وعاد إلى الزاهر وبات به إلى الصباح، ودخل بحمله إلى الأبطح علو مكة على عادتهم ولم ينتظر وصول صاحب مكة إليه بعرضته. ولبس خلعته وخرج له إلى الزاهر السيد أحمد ابن صاحب مكة السيد أبو نمي من أسفل مكة من جهة ثنية كُدا - بالضم - المعروفة بالشبيكة فوجده دخل من علوها على عادته ولم ينتظره. فعاد السيد أحمد على دربه الذي خرج منه بعسكره ودخل للباشا سليمان وأخبره بخبره، فطيّب خاطره وأنكر على أمير الشامي فعْله.

ووصل مع الحاج الشامي قاضي العسكر الرميلي - كان - أحد العلماء والرؤساء والأعيان محيي الدين جلبي الشهير بابن الغباري الرومي الحنفي، وسكن عند أخيه أبي القاسم في حارة قريش وقصده بعض الناس للسلام عليه فلم يلتفت إليه وأظهر النفرة من الناس والتشكيك في الطهارة واللباس. فكف أهل البلد عن الاجتماع به لكني واجهته مرة بعد أخرى في المسجد الحرام، ورأيت منه المحبة والإكرام، ورأيته في الطواف حول الكعبة الشريفة وهو معظِّم لها ومحترز من مخالطة الناس حواليها. واستمر ساكنًا عند أخيه حتى أتم نسكه وجاور بمكة في منزل الطاهر


(١) كذا وردت الجملة بالأصل.