للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصلّي عليه عند باب الكعبة ودفن بالمعلاة في تربة جده لأمه السيد أصيل، وحزن عليه والِدَاهُ كثيرًا وكذا جدتَاه وعَماته، فالله تعالى يعوضهم فيه خيرًا ويُعْظم لهم الأجر.

[شهر رمضان المعظم عرفنا الله ببركته وجعلنا الله فيه من المقبولين من سنة ٩٢٥ هـ (١٥١٩ م)]

استهل كاملًا في ليلة السبت، وابتدئ في أوله بعمل خبز للفقراء المنقطعين بمكة صدقة ملك الأمراء نائب الديار المصرية المقر الكافلي خائر بك كل يوم ألف رغيف يُعمل من إردب حب مصرية على يد الخواجا الأجل المحترم المؤتمن نخبة الملوك والسلاطين شرف الدين ابن شيخ سوق الدهشة الحلبي كما رسم بذلك له، وحصل بفعل ذلك النفع للفقراء. وفُرّق على جماعة من الفقهاء وأرباب الوظائف بالمسجد الحرام من الأئمة والمدرسين لكل واحد وَيْبة حب فارتفقوا بها مع وجود الغلاء في سائر الأقوات خصوصًا الحب واللحم والسمن فإن العمدة عليها (١) بحيث بيعت (٢) الربعية الحب المصرية بأربعة محلقة وزيادة واللقيمية بخمسة محلقة والذرة بأربعة إلّا ربعًا، والرطل اللحم الضاني بمحلقين مع عزته والرطل الجملي بمحلق والماعز بمحلق ونصف والرطل السمن بسبعة محلقة، والراوية الماء الحلو بثلاثة محلقة والقِربة بمحلق ونصف. وتألم الناس لذلك، فالله تعالى يُرخّص أسعارهم.

واستمر عمل الدشيشة للفقراء في هذا الشهر مع اللذيْن قبله من عند الخواجا الكبير محيي الدين عبد القادر القاري، كان الله له وعافاه، ومن الأسواء كفاه.


(١) بالأصل: عليهم.
(٢) بالأصل: بيع.