شهر رمضان المعظم استهل كاملًا بالإثنين من سنة ٩٤٣ هـ (١٥٣٧ م)
في أوله اهتم صاحب مكة السيد أبو نمي بن بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة بن أبي نمي الحسني في جمع العساكر من أهل ينبع والصفراوات والأودية والطائف وغيرهم وعرض لهم في فريقه قريب ساحل جدة في جهة اليمن. ويقال بلغ عدة خيلهم سبعمائة فرس منها ثلاثمائة للأشراف وبني حسن جماعته، ومن الرجل نحو ثلاثة آلاف غير الخيل والرجل في جهة اليمن على نية غزو أهل جازان وأميرها الشريف عامر بن العزيز يوسف ابن أبي الغوائر أحمد بن حريب بن خالد بن قطب الدين الحسني السليماني لما وقع بينهما من الكلام، وكثرة الملام. فالله تعالى يصلح أحوالهما.
وفي صبح يوم الأحد سابع الشهر وصل لمكة صاحبها السيد أبو نمي الحسني - أيده الله تعالى - فهرع الناس من الأعيان وأرباب الوظائف للسلام عليه، منهم وزير الهند آصف خان، وأقام بمكة يومين.
وفي مغرب ليلة الثلاثاء ثالث وصوله دخل إلى المطاف الشريف وطاف به طواف الوداع ونادى له الرئيس أبو عبد الله فوق ظلة زمزم بالدعاء في كل شوط بالنصر والظفر والتمكين، وعوده إلى بلد الله الأمين. وضجّ الطائفون له بالدعاء أيضًا. فالله يجعلها ساعة إجابة لهم.
ثم إنه صلّى خلف المقام ووسط الحجر الشريف ودعا الله تعالى وخرج من باب حزورة إلى جهة درب اليمن مقتديًا في ذلك بجده المصطفى ﷺ، وخرج معه القاضيان الشافعي المفصول البرهاني إبراهيم بن ظهيرة والمالكي المتولي التاجي بن يعقوب وعادا من جهة بركة الماجن. كتب الله سلامته وبلّغه مقصده.