للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الجمعة رابع عشر الشهر وصلت قافلة المدينة الشريفة (١).

وفي يوم الأحد سادس عشر الشهر وصل قاصد من جدة بأوراق وصلت من جهة اليمن فيها الإخبار بعود سلطان الهند بهادر شاه إلى تخت ملكه وأن المغل تركها وعاد لبلده. فانشرح الوزير بذلك، ثم تتابع الخبر هنالك، كما سيأتي مفصلًا إن شاء الله تعالى.

وفي مغرب ليلة الجمعة خامس عشر الشهر .... (٢) رؤساء الزمزم .... (٣) علو قبّة زمزم وجمعوا قضاة مكة الأربعة وبعض الفقهاء لعمل عقد أصغرهما المسمى عبد السلام بن أبي بكر بن عبد الله رئيس المؤذنين بالمسجد الحرام على ابنة الشيخ أيوب عبد السلام الأزهري القاهري الشافعي بحضرة أخيها المحبي محمد ولم يحضر أخوها الثاني لعدم رضاه به. وباشر العقد بها الشافعي أولًا وأوجب القبول أخوها وثبت ذلك عند الحنفي لعدم رضى أخيها (٤) الثاني، وذلك لجرأة الزوج وأخيها الثاني في أفعالهما وكثرة شرورهما. حمانا الله منهما.

وكان اتفق في ليلة الأحد تاسع الشهر أنه مات الوزير بمكة الكمالي أبو الفضل محمد بن أبي علي المكي بعد وجعه مدة طويلة برياح وفتق كان به طال ألُمه به، وأراد الوصية ببعض الخيرات بترك بعض ديونه فما مكنه أخوه الجمالي محمد وولده الزيني عبيد، ومنعوا كثيرًا من الناس لزيارته وصار يُغفي ساعة ويفيق أخرى حتى قُبض، وجهّز في ليلته وصلّي عليه صبح تاريخه وشيعه جماعة من الأعيان وغيرهم ودفن بالمعلاة قريب الشيخ علي الشولي والجنيد وغيرهما.

وفي يوم الجمعة رابع عشر الشهر عمل له ولده حتما بالمعلاة وبنى عليه تربة دائرة.


(١) ورد هذا الخبر متأخرا عن محله في المخطوط وعليه علامة "م" وهي للدلالة على وجوب تقديمه على الخبر السابق له، ولذلك قدمناه.
(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(٣) بياض مقدار كلمتين بالأصل، تليه كلمة غير واضحة.
(٤) بالأصل: أخوها.