شهر المحرم الحرام استهل كاملًا من سنة ٩٢٧ هـ (١٥٢٠ م)
في أوله هنا أهل مكة قاضيهم الشافعي الصلاحي بن ظهيرة على العادة وهو مريض بمنزله.
وتحرك سعر الحب فبيعت الربعية اللقيمية بأربعة محلقة والمصرية بثلاثة وربع والدخن والذرة بدون ذلك والرطل السمن بسبعة محلقة والرطل اللحم بمحلقين ونصف، وهو عزيز الوجود، والراوية الماء بمحلقين مع وجود العين في البلد والناس في ضرورة بسبب ذلك، فالله تعالى يرخّص أسعار المسلمين، ويلهم الحكام العدل في العالمين.
وفي فجر ليلة الثلاثاء سابع الشهر عمل الشيخ العلامة أحد أعيان فقهاء الحنفية شهاب الدين أحمد ابن المرحوم الشيخ جمال الدين محمد الحرازي العمري الحنفي أعزّه الله، زفة لطهور ولديه من الصفا إلى منزل سلفه بأجياد بالقرب من باب حزورة. وحضر ذلك جماعة من الفقهاء والأعيان كبني ظهيرة وغيرهم من الأعيان بدعواه لهم فحضروا الطهور وألصق غالب الحاضرين (١) له ذهبًا وأرسل القاضي الشافعي الصلاحي بن ظهيرة عشرة أشرفية فاجتمع له قريب الخمسين دينارًا على ما يقال.
وفي ضحى تاريخه بعد الظهر مد سماطا لطيفا للحاضرين، فالله تعالى يخلفه عليه ويجعله مباركا على أولاده ويعيد نفعه إليه بجاه سيد الأولين والآخرين.
وفي يوم الخميس تاسع الشهر وصل الخبر إلى مكة من جدة في عدة رسائل من نائبها لبعض الأروام بأن ملك الأمراء نائب الديار المصرية أرسل إلى نائب جدة ستة أنفس على رواحل مراسيم فيها عصيان نائب الشام ملك الأمراء جان بردي الغزالي