بعض الركائب وتوجّه بعدم وصول الحاج لمقصده. وتكلم مع الباشا في إطلاق الشيخ أبي زرعة من الترسيم وعليه ضمانه فأطلق من ساعته، وعُدّ ذلك من لطف الله تعالى به.
ثم عُملتْ مصلحته بما لم أطّلع عليه وكذلك القاضي المفصول حتى فوّض إليه الباشا الحكم على عادته. واختلفت القالات بسببه.
ثم وصل لمكة في ثاني تاريخه الشرفي ابن الأمير جانم الحمزاوي وسكن عند عيال أبيه وتوجّه في عصر تاريخه للباشا وسلم عليه وسأله عن والده فقال له: في إسطنبول، ثم قام عنه.
وتتابع الحاج بعده ووصل أميرهم كاشف الشرقية الزيني مصطفى الجاركسي على عادته بالسنين قبلها في عصر يوم الخميس سابع عشر الشهر، فطاف وسعى وتوجّه لمنزل الباشا سليمان للسلام عليه وخالف عادته في قدومه ليلًا لأجله، ويقال إنه أرسل طلبه وتهدده من جهات فعلها في غيبته بالقاهرة واستمر عنده إلى وقت المغرب وهو واقف على رجليه بين يديه ويعتذر له ويسلّم على ركبتيه مرارًا عديدة حتى عفا عنه، بل أخذ حمولًا له من الدقيق والفول وغير ذلك الواصلة له في البحر من جدة.
ثم إن أمير الحاج عاد لوطاقه وبات به إلى الصباح فخرج للقائه السيد أحمد بن أبي في الحسني صاحب مكة إلى الزاهر بعسكره فخلع عليه خلعته - على العادة - ومشى معه القاضي الرومي المفصول حتى وصل أمير الحاج إلى جهة درب المعلاة ونزل هناك في خيامه ومعه محفتان لزوجتيه وثالثة له. وصار يتردّد للباشا في كل وقت ولا يتصرف في شيء إلّا بأمره، وانحصر لذلك جميع أرباب الدولة الرومية والمكية.
وتخلفت تفرقة المبرّة الرومية لكون اليازجي عليها واسمه محمد الدوادار تخلف