للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالصفا والمروة وطلبتُ من الله النصرة عليه في كل مرة. فظهر عليه الخذلان والذل والهوان. ثم إنه جاءني هو وولده إلى محلي وقبّل كل منهما قدمي، فحصل لي عند ذلك عبرة، وسألت الله في وقاية كل عثرة، وأن يرحم شيبي ويقطع من قطعني، ويصل من وصلني، فإنه بالإجابة جدير، وعلى ما يشاء قدير.

وفي ضحى يوم الجمعة ثالث الشهر كانت تفرقة الذخيرة الشريفة في المدرسة الأشرفية بحضرة خازندار أمير الحاج المصري ومباشره وشاهديْ قاضي المحمل. وكانت التفرقة ذهبًا، وهي هنيّة، أيامًا متوالية.

وفي ليلة الإثنين سادس الشهر وصل جماعة من الحاج الشامي وأميرهم حسين بك الرومي نائب عجلون والعيلب (١) من أعمال دمشق الشام.

وعرض له صاحب مكة السيد أبو نمي بعسكره من الزاهر وخلع على ولده الكبير السيد أحمد وفارقه من الأبطح. ووصل صحبة الحاج الشامي وزير سلطان الهند مظفر شاه المدعو آصف خان، وكان وصل من الروم وزار القدس والخليل ورفقته إمام الحنفية السيد جمال الدين محمد بن أحمد البخاري الحسني وقريبي العلامة تقي الدين محمد بن العدل خير الدين أبي الخير ابن الشيخ بدر الدين حسن بن النجمي محمد بن فهد الهاشمي الحنفي.

ولاقى الوزير من الحجون جماعة من أصحابه وأرباب الوظائف ببلده وترجل لأجلهم ودخل مكة ماشيًا، ولاقيته من المعلاة فأظهر المحبة والمودة على عادته. وطوّفه وسعّاه إمام الشافعية الأميني أبي اليمن ابن الإمام أبي السعادات الطبري المكي بأمره. وركب الوزير في بعض سعيه ومشى الإمام تحته، وأنكر ذلك الفضلاء، وهرع أهل مكة للسلام على الوزير والقادمين من الشام.


(١) كذا بالأصل ولعلها عينتاب: من مدن الشام المشهورة.