للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الروم إلى دمشق الشام وتوجّه إلى الشام وتوجّه منها إلى القاهرة ثم إلى مكة، كما كتب لي به محدث الشام الشيخ محمد بن طولون الصالحي الحنفي، وقال: إنه من العلماء المحققين في سائر العلوم خلا فن الحديث على طريقة أبناء الغرب. وأقام بدمشق نحو الأربعين يومًا وسافر في سادس عشر جمادى الآخرة سنة تاريخه.

وعبّر عن هذا التاريخ الشيخ شهاب الدين الطيبي فقال: في السدس الرابع من الخمس الثالث من النصف الثاني من السدس الثالث من العشر الرابع من العشر الخامس من العشر العاشر من الهجرة.

وفي صبح تاريخه خرج لملاقاة أمير الحاج الزيني مصطفى كاشف النشار (١) الذي كان أمير الحاج في العام الماضي الشريف ابن صاحب مكة السيد أبي نمي ثاني أولاده ومعه مأكول من الفاكهة وغيرها من عند والده على عادته. ثم لاقاه والده من سبيل الجوخي (٢) بالزاهر وعرض له بعسكر في صبح يوم الثلاثاء سلخ الشهر من المختلع، فخلع عليه وعلى السيد أحمد نائبه في سلطنة مكة خلعتين عظيمتين وطرازتين على عمائمهما الطبقين (٣). وخلع على السيد عرار بن عجل وقاضي مكة الرومي الأفندي مصلح الدين الحنفي قفطانين مدنّريْن.

ونزل أمير الحاج مع السيد أبي نمي إلى مدرسة الأشرف قايتباي بالمسعى، وفارقه الشريف والقاضي إلى منزلهما، وسُرّ الناس بهم ولله الحمد.


(١) كذا بالأصل.
(٢) سبيل بمكة تمّتْ عمارته في سنة ٣٨٢ هـ. الفاسي: شفاء الغرام ١: ٣٣٩.
(٣) كذا بالأصل.