للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والعامة] (١).

وفي عصر يوم الجمعة ثاني تاريخه وصل قاصد لمكة من القاهرة وكان أرسله الأمير جانم الحمزاوي للقاضي (٢) الأفندي مصطفى الرومي الحنفي. ولحق الحاج المصري في الحوراء وأخبر أنهم قليل والأسعار معهم، رخية، فاستبشر أهل مكة بذلك لتحرك الغلاء بها في الأقوات. فالله تعالى يرخّصها ويرخّص أسعار المسلمين. [ويولي علينا خيارنا، ويغفر أوزارنا] (٣).

وكان القاصد دخل إلى القاهرة بعد بروزهم منها بيومين وأقام بها نحو عشرة أيام، ودخل مكة بعد عشرين يومًا ومعه الأجوبة من نائب القاهرة لقاضي مكة من جهة الترك ومعارضة الأمين عليها ويسمى المالحي لأميرها السيد أبي نمي محمد بن بركات الحسني في أخذ عادته للألف أشرفي من كل تركة، ومهما زاد يكون للخنكار. فأحال نائب القاهرة على .... (٤) مراسيم الشريف القديمة من زمن الأشرف قايتباي لسلفه، وأن يترك له ذلك. فتوجّه الأفندي بمراسيمه للسيد الشريف في مغرب تاريخه وفتحها بحضرته وقرأها عليه فسُر بها واطمأنّ خاطره، وذلك لحسن سياسة القاضي وتدبيره في مصالح أهل مكة، جزاه الله خيرًا. ثم بعد وصول القاصد بيومين وصلت راحلة من أمير الينبع لصاحب مكة بخبر الحاج ولم تظهر له نتيجة.

ثم في عشاء ليلة الإثنين تاسع عشريْ الشهر وصل لمكة أول الحاج المَصري على بغال وفيهم ابن العظمة المقوم. ثم تتابع الحاج في صبح تاريخه ومعهم جماعة من التكاررة وقاضي العسكر بمدينة تونس العلامة الشيخ مغوش المالكي، وكان قدم من


(١) ما بين عاققتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) بالأصل: لقاضي.
(٣) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل.