للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناظوي (١) بهدية في عام تاريخه ووعده بإرسال مبلغ في كل عام يقال قدره ألف دينار. والله أعلم بحقيقة ذلك. والغالب على أهل الروم الطمع في أرباب الوظائف لما رأوه من تكالبهم (٢) على السعي فيها. فالله تعالى يلطف بالمسلمين ويولي عليهم خيارهم.

وفي ضحى يوم الثلاثاء ثاني تاريخه وصل لمكة قاضي القضاة المالكي الشرفي أبو القاسم الأنصاري ومعه مرسومان بولايته للقضاء، أحدهما من القائد أحمد بن نصر من الوادي وأخذ عليهما خط السيد الشريف أبي نمي بإجابته على استمراره فيها. وهنأه أهل مكّة بالولاية وتغمّموا للمعزول القاضي تاج الدين بن يعقوب وكذا قاضي الحنفية أبو السرور بن الضياء والخطيب عبد الرحمن النويري وباشر الخطبة في الجمعة الآتية وصحبته ستة أعلام، أربعة جاء بها (٣) من منزله واثنان موضوعان في قبة الفراشين بالمسجد الحرام. وكان أخذ اثنين من خصمه المحيوي العراقي. وبلغني أنه أرسل بهما له إخسارا.

وفي يوم الأربعاء ثاني عشر الشهر وصل لمكة القائد أحمد بن نصر وتوجّه الأعيان للسلام عليه. وعمل له أهله مَدّة في منزله. ونادى الحاكم بزينة أسواق مكّة سبعة أيام، فزُينت زينة خفيفة لم يعْتن الناس بها لاشتغالهم عنها بأحوالهم. فالله تعالى يلطف بالمسلمين.

وفي عصر يوم السبت سادس عشريْ الشهر وصل الخبر لمكة بوصول مراكب لجدة من الطور فيها نائب جدة داود الرومي، أحد الدفاترة بالقاهرة، وكان وصوله لها في آخر يوم الخميس.

وفي عصر يوم الجمعة حلّها ملك التجار السيد علاء الدين الحسيني


(١) كذا بالأصل.
(٢) بالأصل: تكلّبهم.
(٣) بالأصل: بهم.