للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ضحى يوم الثلاثاء ثاني تاريخه توجّه الأعيان من أرباب الوظائف كالقاضي مصطفى الرومي ونوابه والقضاة المفصولين الشافعيين البرهاني بن ظهيرة والزيني عبد اللطيف باكثير والمالكي التاجي بن يعقوب لملاقاة صاحب مكة السيد الشريف أبي نمي الحسني بن بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني المكي لقدومه من بلاد جازان من جهة اليمن. وكان توجّه لمحاربة سلطانها في سابع شهر رمضان من السنة الماضية فظفر به فكملت لغيبته سنة كاملة وعشرون [يوما] (١). فلاقوه على خيلهم من قوز المكاسة (٢) وبعضهم من بركة الماجن. وهو راكب على راحلة محرم بعمرة ومعه قليل من عسكره.

فدخل إلى المسجد وطاف بالكعبة أسبوعًا ودعا له الرئيس أبو عبد الله فوق ظلة زمزم دعاء سلفه المشهور. ثم بعد فراغه من الطواف خرج من باب الصفا لأجل السعي فالتمّ عليه العامة بالدعاء بنصرته وإظهار محبته. فسعى وقضى من شغفته (٣) وتوجّه إلى منزله وقصده الناس والخلق للسلام عليه وتهنئته. وأنشد الشعراء عدة قصائد في مدحه، منهم الشيخ زين الدين عبد اللطيف الديربي والسيد بدر الدين حسين بن ناصر والرئيس أبو عبد الله المكي، وغيرهم مما لا نطوّل بذكرهم.

ثم عمل له ولده السيد أحمد سماطا بعد المغرب عند إفطاره ودعا فيه أرباب القضاة المتولين والمفصولين وغيرهم وجلس القاضي الرومي على يمينه وولده السيد أحمد وبعض القضاة المفصولين على يساره.

وفي ثاني تاريخه عمل له وليمة ثانية قاضي الشافعية المفصول البرهاني إبراهيم بن ظهيرة فحضرها بعض الأعيان فقدم القاضي المتولي الأفندي مصلح الدين


(١) إضافة تقتضيها الجملة.
(٢) حيّ بمكة ما يزال يحمل اسمه هذا إلى اليوم مع تغيير كلمة "المكاسة" إلى "النكاسة".
(٣) كذا بالأصل.