للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يعطي كل واحد ويْبة قمح، ووصل معه عدّة جلاب فيها قمح وغيره، بل فرّق دراهم (١) على أرباب الوظائف من القضاة والأئمة والخطباء وأرباب الشعائر بالمسجد الحرام - يقال نحو ألف دينار - وعلى الفقراء المجرّدين مثلها. وما وَجَد مَن يشير عليه بتفرقتها، فإنها كانت تعمّ غالب أهل مكّة. وكان ملازما له المحيوي عبد القادر بن عمر الحضرمي الخراز لكونه رافَقَه من مدة. وتوجّه صحبة ولده بهديته إلى الروم. ونال الخير بسببه، ثم أنه سافر لبلده صحبة الركب المصري.

وفي ليلة تاريخ وصول صاحب الصعيد دخل مكّة الأمير شرف الدين يحيى الحمزاوي، أخو (٢) أمين الديار المصرية الأمير جانم الحمزاوي، وصحبته جماعة من أتباعه، فارقوا الحاج من وادي ينبع وأخبروا بتأخّرهم عن وقتهم في دخولهم إليه، وكان في عشريْ الشهر. وأن الحاج حصلت (٣) له مشقة في الطريق من الحر والعطش ورجع بعضهم من عجرود. وبيعت قربة الماء في تيه بني إسرائيل بدينار ذهب سلط ني، مع وجود الرخاء في القوت وعليف الدواب.

وفي ليلة الخميس سادس عشريْ الشهر وصل لمكة ابن أخت الباشا سليمان الخصي نائب الديار المصرية واسمه الكيواد (٤) - يعني النجم - وطاف وسعى وسكن في القصر علو باب إبراهيم - أحد أبواب المسجد الحرام - وقصده الأعيان في صباحها للسلام عليه.

وفي ظهر تاريخه دفع الحاج وخرج الناس: الشريف أبو القاسم بن السيد بركات الحسني شقيق صاحب مكّة السيد أبي نمي والقاضي الشافعي المحبي بن ظهيرة وجماعة من الأعيان لملاقاة أمير الحاج من العمرة، فلاقوه بها وفات القاضي الشافعي


(١) بالأصل: دراهما.
(٢) بالأصل: أخي.
(٣) بالأصل: حصل.
(٤) لم نجد ترجمة لهذه الشخصية المذكورة.