للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قُبضتْ من أخيه خمسمائة أشرفي، وثانيتهما (١) قدم بها بحرا شخص رومي يقال له يونس السنابيكي الرومي وقدرها خمسمائة أشرفي، فُرّقتْ بمنزل الشافعي. فأعطى لكل قاض سبعة أشرفية والنّواب نصفها وللأئمة ثُلثُها، ولي من الجهتين ثلاثة أشرفية ولأخي اثنان. وسخط الناس في تفرقتها، فإن القاعدة لكل قاض من الألف عشرين وللنواب نصفها. واعتذر المفرّق، قاضي الشافعية، بكثرة الناس وسؤالهم في كتابته وهو معذور فيهم.

وفي ليلة تاريخه وصل لمكة ملك التجار السيد علاء الدين الحسني فذهب الأعيان للسلام عليه (٢).

وفي ليلة الإثنين سادس عشريْ الشهر وصل لمكة من البحر أمير الصعيد داود بن أحمد بن يونس بن إسماعيل بن يوسف بن عمر الهواري وصحْبته جماعة من أقاربه به وزوجتان له إحداهما (٣) ابنة عمه الأمير علي بن منصور بن يونس بن عمر وأخوها منصور وهم في محمل زائد. وسكن بالسويقة الشامية وأخذ زوجته في بيت الشيبي وتوجّه القضاة للسلام عليه في منزله وبالمسجد الحرام فلم يروا منه القيام والإكرام، فتوقف كثير من الناس من التوجّه إليه. وأراد هو التوجّه لصاحب مكّة الشريف أبي نمي لتوعّكه وأرسل إليه يخبره بذلك. ثم طرأ له عدم التوجّه إليه أخْذًا من جماعته [لإطلاق] (٤) لسانهم في صاحب مكّة لعدم التفاته إليهم. فبلغ جماعة الشريف ذلك فأرسل له هدية من الكباش خمسين وقماشا وغير ذلك. فأرسل له عوضها خيولًا وتُحَفا كان أعدّها لهم.

وكتب أسماء أرباب الوظائف وغيرهم من الفقهاء والمستحقين في قائمة على


(١) بالأصل: ثانيهما.
(٢) قارن هذا الخبر بالذي ورد قبل هذا بفقرتين، فهو تكرار لنفس الخبر.
(٣) بالأصل: أحدهما.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل، لعل صوابها ما وضعناه بين عاقفتين.