للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي يوم الخميس ثاني عشريْ الشهر فرّق قاضي القضاة الشافعي ناظر المسجد الحرام المحبي بن ظهيرة مَبَرّة ثانية لصاحب دِلّي بأمر [ملك] (١) الهند التي أرسل بها الشيخ بيسق بن عبد الله بن عمر بن بيسق شيخ الفراشين بالحرم الشريف المكي من الهند، وأنه توجّه لبلاده ودفعها له نقدا، اشترى له قماشا، يقال إنه بيع بجدة على يد قريبه الشيخ نور الدين علي بن أبي الفتح بن بيسق بأمر قاضي القضاة الشافعي، ما جمْلتُه عشرة آلاف، نصفها لأهل مكّة ونصفها لأهل المدينة الشريفة. أخذ الشريف النصف من تعلّق أهل مكّة، وهو ألفان وخمسمائة، زائد عن عادته القديمة وهو الثلث. وفرّق الشافعي النصف الثاني نقدا أو قماشا من البيت (٢) والكندكي المندلي (٣) وغير ذلك. فأعْطِيَ لكل قاض أربعون أشرفيا وللنواب نصفها، وللخطباء وفاتح الكعبة قريب من ثلثيها ولغالب الأئمة أزْيَد من ثلثها ولي تسعة أشرفية وللأخ ستة وباقي الناس دون ذلك على مراتبهم. وسخط غالب الناس فيها لاختلاف القواعد في النسمة، واعتذر القاضي بكثرة الناس وتطلع كل واحد إليها. والله أعلم بحقيقتها.

وفي ليلة السبت رابع عشريْ الشهر وصل لمكة علاء الدين ملك التجار من جدة وتوجّه الأعيان للسلام عليه. كتب الله سلامته وجميع المسلمين.

وفي صبح يوم الأحد خامس عشريْ الشهر شُمّرتْ ثياب الكعبة الشريفة على عادتها القديمة، ويُقال إحرامها.

وفي يوم تاريخه فرق القاضي الشافعي مبرَّتين على الفقهاء إحداهما (٤) وصية المرحوم الخواجا محب الدين العجمي أخي الخواجا زين الدين الناظر بجدة كان.


(١) كلمة سقطت من الأصل، أضفناها لتمام المعنى.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) المندلي: نسبة إلى مندل: من بلاد الهند اشتهرت بالعطر النفيس. ياقوت: معجم البلدان ٥: ٢٠٩.
(٤) بالأصل: أحدهما.