للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آلاف. وأخذ القائد جوهر المغربي وغيره من أتباع الشريف، جملة أسماء بمبلغ كبير. واحتمى الوكيل بهم على الضعفاء.

وفي يوم الأحد ثالث يوم التفرقة وهو حادي عشر الشهر شرع الملك إقليم خان في تفرقة مَبَرّة تحت يده ذكر أنها للوزير تاج خان الهندي، يقال إنها ألفًا أشرفي كتِبتْ بأسماء القضاة والفقهاء. أخذ الشريف أبو نمي ثلثها وأعطى لكل قاض أربعة وعشرين أشرفيا، ولكل نائب نصفها ولكل خطيب ثلثها ولكل إمام ثلثها، وأعطى لبعض الناس أقل من ذلك بحسب حالهم.

وفي يوم الأحد ثامن عشريْ الشهر تمت تفرقة عامة مكّة على ترتيب حالاتهم. وكانت البدأة بباب السلام مع السويقة والشبيكة والمسفلة وأجياد وجبل أبي قبيس والجزيرة وسوق الليل والمعلاة وشعب عامر والنقعة والقرارة والفلق، وخُتِم به.

ثم إن الأمين والوكيل جمعا الفقراء المجرّدين في منزل بالسويقة ليلة الإثنين ثاني تاريخه وأعْطِيَ لكل نفر محلق كبير خمسه، وكندكية سوداء أو فنقة (١) مقدار كل واحد أشرفي.

وبعد ذلك سافروا لجدة لإدراك سفر المراكب للهند. وكتب لهم القضاة وأرباب الوظائف محضرا بتفرقتها على أربابها وجُعِل لهم مبلغ على ذلك. وعند الله يجتمع الخصوم. فإن حقيقة الحال نال فيها الغني أكثر من الفقير لقوة الغني وضعف الفقير. فلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

وفي ليلة الثلاثاء عشريْ الشهر وصل لمكة صاحبها أبو نمي الحسني من الوادي وهو مريض بالحمى، فتوجّه الأعيان للسلام عليه وتحجّب عن كثير منهم. فالله تعالى يعافيه، ومن الأسواء يقيه، فإن الناس آمنون بوجوده مطمئنون في بلاده.


(١) كذا بالأصل.