للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرومي المتولي عليه، فالله تعالى يلطف بالمسلمين.

وفي يوم تاريخه أشيع أن الشريف توجّه إلى العزيب (١) جهة اليمن، فانتظره الأمين الجمعة سادس عشريْ الشهر فلما أبطأ الجواب اتفق مع الكاتب ونائب جدة على التفرقة بعد صلاة الجمعة فحضر الجميع في بيت الكاتب وصحْبتهم الشيخ الرئيس مصطفى الرومي وبعض المستحقين والأعاجم وتأخر القضاة والأعيان لأجل الدولة المكية، فبلغ جماعة الشريف فعلهم فجاء الحاكم القائد مبارك بن بدر إلى الأمين وقال له: الأدب مطلوب، كان ينبغي لكم انتظار جواب الشريف. فأجابه الأمين بأني ما فرقت الصدقة العامة وهذه صُرر أمانة معي لأربابها، فتكلم الحاكم على بعض الحاضرين من الفقهاء فلم يجبه أحد منهم واستمرتْ القسمة إلى بعد آذان العصر. وكان في المجلس قبض الشيخ نور الدين حمزة الرومي صررًا له ولبعض جماعته وقدر ذلك مائتي دينار وتوجّه بها إلى منزله وردّ منها واحدًا زاعمًا أنه زاد معه في العدد. فتكلم الناس ذلك وقال بعض الأروام في المجلس: لا يُعرف الرجل .... (٢) وإظهار الزهد والثناء عليه غير جميل.

وكان إذا حضر في مثل هذا المجلس يؤذي المستحقين، فأراحهم الله منه (٣) وعوضهم بالأمير قاسم الشرواني نائب جدة والعلامة المدرّس مصطفى الرومي فإنهما كثيرا (٤) النفع لقضاء الحوائج ومساعدة المستحقين جزاهما الله خيرًا وكثر من أمثالهما.


(١) العزيب: ذكره ولم يحدد مكانه ياقوت في معجم البلدان ٤: ١٢٠.
(٢) بياض بمقدار خمس كلمات.
(٣) بالأصل: فأراحه الله منهم.
(٤) بالأصل: كثيران.