وفي ليلة السبت عشريْ الشهر سقط سقف المدرسة الجمالية وكان نائما فوقها الكاتب على الصدقة الرومية وولده فتألما لذلك وحصل لهما عاطل في يديهما، ويقال إنّ الولد يُخشى عليه، فالله تعالى يسلّمهما. وفي صباحها انتقل الكاتب منها إلى المدرسة البنجالية، المتحدث عليها الشيخ عبد الله الشيبي.
وفي صبح يوم الأحد عُمل ختم بالمعلاة للشريف حميدان صهر صاحب الحجاز.
وفي يوم تاريخه ماتتْ زوجة قاضي القضاة الحنبلي محيي الدين عبد القادر بن ظهيرة القرشي وشيّعها جماعة من الفقهاء بعد الصلاة عليها ضحى عند باب الكعبة، ودفنها القاضي الحنبلي في تربة السادة المشائخ الصوفية الفضيل بن عياض وعبد الله أسعد اليافعي، وكان والده دفن بها. وأخذ العزاء فيها مع أرملة مطلقة منه وهي مصرية تزوج بها في القاهرة. وتزوجتْ البنت في العام الماضي على مملوك الشريف بركات وهو غائب عن مكة لم يحضر وفاتها. رحمها الله تعالى.
وفي صبح يوم الإثنين ثاني عشريْ الشهر اجتمع الشريف عرار والقاضي الشافعي ونائب جدة عند الأمين على الصدقة الرومية وتكلموا في أمرها من جهة تعلّق الشريف، صاحب الحجاز المنيف، ورأوا الدفتر وفيه أسماء له، وطالب جماعة الشريف بركات بمتعلّقه فيها، فأخرج الأمين هدية السلطان له وهي قماش بمائتي دينار فأكثر، فأخذها جماعة الشريف منه وأمروه بتأخير القسمة حتى يكاتبوا الشريف ويأتي جوابه. وحضر في المجلس الشريف عبد الله الفراش ومعه مرسوم بولاية وظيفة المشدية في المدرسة القايتبائية بمكة المشرفة ومعلومها ستون دينارًا، فعارضه الشريف عرار وقال علينا جواب السلطان وقصْدنا حدان (١) جماعة السمرقندي وأنت ابن خالته، فتشوش لذلك وانتهر