للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمر بختم الشفاء في منزله، فقرأ ورقة من آخره وختمه.

وسبب وجعه كثرة اجتهاده في إلقاء الدروس ليلًا ونهارًا في المسجد الحرام واجتماع العامة عليه، وصار له شهرة أدى ضررها إليه.

واتفق لي أني ختمت قبله قراءة صحيح البخاري لسلطان الهند بهادر شاه - بلغه الله مناه - وذلك بالمسجد الحرام (١) حضره جماعة من المشائخ والفضلاء الأعلام وجعلتُ فيه البخور والماورد والريحان، وأرسلتُ ببعض الطيب للوزير، فأثابني على ذلك بمبلغ يسير أشرك معي أخي في خمسة وعشرين مثقالًا ذهبًا، وذلك بواسطة محاضر السوء جازاهم الله تعالى على فعلهم. مع أن الوزير المشار إليه قسم على خاتمة رمضان مبرة على جماعة مخصوصين من خمسة وعشرين مثقالًا إلى خمسة مثاقيل، وكان عيّن كثيرًا من الناس كالقضاة المتولين والمفصولين وغيرهم من أرباب الوظائف ثم تركهم لأجل كثرة الخلاف من محاضر السوء. لا كثّر الله منهم ولا طرح في حياتهم البركة.

وفي العشر الأخير من رمضان سافر من مكة نائب جدة المفصول سليمان الرومي إلى جهة مصر لطلب نائبها له وأمر نائب جدة الجديد مصطفى بإبطال دق الطبول على جبل أبي قبيس لدفع الضرر على الطائفين فسمع ذلك السيد أحمد ابن صاحب مكة السيد أبي نمي فقال: هذه عادة لصاحب مكة خدمة له وللعيد ولا يمكن إبطالها في [غياب] (٢) والدي، وفيها فأل عليه، فشُكر على قوله وفيها إحياء لشعار عيد المسلمين على عادة الأقدمين. بل هي سنة كما ورد في الأحاديث بلعب الحبشة في المسجد النبوي، وكانت زوجته السيدة عائشة ابنة الصديق تنظرهم من شق الباب وخدها على خد النبي وبقوله


(١) لم يذكر المؤلف، هل قرأ صحيح البخاري بطلب من سلطان الهند أو وزيره أو قام بذلك من تلقاء نفسه.
(٢) بياض بمقدار كلمة بالأصل، وما بين عاقفتين مقترح.