للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبْل ذلك السدس، وعجِب أهل مكة من تأخير الخطابة له مدّة غيبته مع كثرة طالبيها والساعين فيها ومعرفتهم بتقصيره عن القيام فيها لعدم فضيلتِه، لكن ذلك لأمر يريده الله، وكان أمر الله قدَرًا مقدورا.

وفي ليلة الأحد ثاني تاريخه فُرِّق صَرّ الشافعي بمصر المعروف بالحكمي على يد مباشر أمير الحاج المصري المسمى .. (١) صهر المقرّ الشهابي بن الجيعان في منزل قاضي القضاة الشافعي الصلاحي بن ظهيرة وتأخرت (٢) تفرقته بالمسجد لضيق الوقت وكانت رسالته مفقودة لكون المباشرين بمصر غفلوا (٣) عن إرسالها صحبة أمير الحاج ثم أرسلوها بحرًا صحبة الإمام جمال الدين. المدعو عبد البر الطبري فوصل إلى ينبع ثم ركب في البر إلى مكة فدخلها يوم سابع ذي الحجة فاطمأن خاطر (٤) أهل مكة بوصول الرسالة صحبة الإمام عبد البر الطبري، وأخّرَتْ تفرقة المسجد إلى منى لضيق الوقت.

وفي صباح ثاني تاريخه صعد الحاج إلى عرفة وأقاموا بها إلى الغروب، وكانت الوقفة المباركة بالإثنين تاسع الشهر، والحج هنيا، مع وجود الغلاء في جميع الأقوات، بحيث بِيعَ (٥) الرطل السمن بعشرة محلقة والكبش بدينار وأكثر من ذلك والبطيخ الأخضر كل واحدة قيمتُها نحو ربع دينار وأكثر، والشكْوة اللبن الصغيرة بقريب دينار. فقاسي الحاج من ذلك شدة، أزالها الله بوجود الأمن والبركة.

ووقف أمير الحاج المصري والشامي ومحملهما تحت الجبَل في الموقف الشريف


(١) بياض بمقدار كلمتين بالأصل
(٢) بالأصل: وتأخّر.
(٣) بالأصل: غلقوا.
(٤) بالأصل: حاضر.
(٥) بالأصل: أبيع، وقد أصلحناه وأصلحنا غيره مثله في النص، ولعل ذلك من عامية أهل مكة في ذلك العصر.