للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جان بردي الغزالي المسمى أصلان (١) ورفيقه استدار نائب الشام عماد الدين إسماعيل ابن الأكرم العناني وهو حركة أمير الحاج وليس له حركة إلّا به. فلاقوْه في الزاهر على العادة وليس كل منهما خلعةً ومشوا معه إلى محطته في الأَبْطح، وعاد الشريف وولده إلى منزلهما ومعهما جميع عسكرهما.

وفي صبح يوم السبت سابع ذي الحجة الحرام فُرقتْ الصرَرُ الشامية عند مقام الحنفية بحضرة ناظِرها الشيخ العلامة مفتي المسلمين أقْضَى القُضاة تقي الدين أبي بكر ابن محمد بن يوسف القاري ثم الدمشقي الشافعي، متّع الله بحَياته، وأدام النفعَ به وبركاته، وكتبَ له السلامة، في السفَر والإقامة. وقد وصل صحْبة الركب الشامي وحضر تفْرقة ذلك قاضي القضاة شيخ الإسلام ناظر المسجد الحرام الصلاحي بن ظهيرة الشافعي، أجلّه الله تعالى، وكثير من أعيان الفقهاء، فقبَضَ الجميع عن سنتين ماضيتين وهما سنة اثنتين وعشرين والتي تليها، لكون الحاج الشامي لم يطلعْ فيها، فحصل جبْرُ أهل مكة بذلك وتضاعف دعاؤهم للناظر وملك الأمراء نائب الديار الشامية لهمّته في ذلك وذمّوا المصريين لتساهلهم في صرْف استحقاقِهم وكوْنهم وصَلوا قبل الشاميين ولم يفرقوا الحكمي والمستجدّ (٢) وتأخيرهم في صرف أوقاف بقية القضاة الثلاثة بمصر، والعادة يفرّقون (٣) عند وصول الحاج.

وفي ظهر تاريخه خطَب الخطيب وجيه الدين عبد الرحمن النّويري خطبة السابع ولم يُشْكَرْ فيها وكان غائبًا عن مكة في الشام مدة ثلاث سنين متوالية. ووصل صحْبة الركْب عام تاريخه متوليًا لاستحقاق عمّه في الخطابة وهو الثلثان، وله


(١) جان بردى الغزالي المسمى أصلان أمير الحاج الشامي: انظر تفاصيل أخباره التي عرضها ابن إياس في الجزء الخامس من بدائع الزهور، ارجع إلى الجزء الأول من فهرس الأعلام ص ٤٧٥ - ٤٧٦.
(٢) الحكمي والمستجد: وقف يصل ريعه إلى أهل مكة من الشوافع كل سنة، وهو يعود إلى العصر المملوكي ثم استمرّ في بداية عصر العثمانيين.
(٣) بالأصل: يفرقوا.