للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القضاة بالحضور خلف مقام الحنفي وأمر بإحضار المنجمعات من الفوانيس الكبار هنالك فاجتمع العامة عندها فقال له القاضي المالكي: ترك الجمعية أولى، فإنا نخشى من العامة الرمي لإبطال ما ألفوه من عمل الزّفة، فوافقه على ذلك.

ويقال إن بعض العامة والصغار رجموا الشافعي الجديد لما قام من عند الشريف ودخل إلى المطاف فتأثر من ذلك وتحقق ما قاله له القاضي المالكي فجاء إلى مجلسه وأمر برد المنجمعات إلى القبة وانفض الجميع عند قيام صلاة العشاء. وحمدت الفتنة بوصول الشريف أبي نمي صاحب مكة لأن القاضي الجديد يظن البطش على من خالفه وسطا برجمه وسماه الناس قاضي بدعة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وسأل بعض الناس الشيخ العلامة مفتي المسلمين أحمد ابن قاضي القضاة الجلالي أبي السعادات الأنصاري عن عمل زفة المولد المعتادة هل يجوز فعلها أو تركها؟ فكتب فيها كراسًا في إباحتها لكونها من الأفعال الحسنة لتعظيم مولد نبي هذه الأمة. وقرأه لي فسررت به بل رأيتُ منامًا في ثاني الشهر ربيع الثاني بحضور والدي ووالده وأخويه قاضي القضاة الشرفي أبي القاسم والمرحوم القاضي محيي الدين عبد القادر وشيخ الصوفية الجنيد أبي القاسم المشرعي وغيرهم من العلماء وهو يقرأ عليهم الكراس الذي أجاب به فسُرّ والده ومن حضر معه، فقال له والدي: ينبغي أن تسمي هذا الجواب "الأقوال المهمة" وقال عقبه شقيقه المرحوم "في تعظيم مولد نبي هذه الأمة"، وقال بعدهما الشيخ الجنيد: الأولى أن تسميه "سرور المسلمين بتعظيم ليلة مولد نبينا المصطفى الأمين .. فعلمت بهذا المنام أنّ قصده التعظيم والإكرام. فالله تعالى يلهمنا للصواب، ويجنبنا كل عمل يُعاب بنعمة الله الكريم الوهاب.

وفي آخر هذا الشهر عمل قاضي القضاة التاجي المالكي وليمة في بركة الماجن أسفل مكة عزم فيها على القاضي الشافعي الجديد الزيني عبد اللطيف باكثير وإخوانه