للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أهله وخواصه نحو ألفي نفس من الفضلاء المعتبرين وعين المقدّمين الملقب آصف خان واسمه عبد العزيز بن حميد الملك.

فنُجّلت المراكب في الفرضة السلطانية. ويقال منها مركبان خاصان بالخنكار الأعظم سلطان العرب والعجم سليمان بن عثمان فيهما أسباب أحد المقدمين من الأروام في الهند مصطفى الرومي، وكان أحد المقربين للسلطان بهادر شاه فخانَهُ وتوجّه لعدوه سلطان المغل مع جماعة من وزرائه والباقي من المراكب فيها أمتعة عياله وعسكره.

وأشيع أن فيها ثلاثمائة وخمسين (١) صندوقا من التحف والنقد الذهب المضروب وغيره وفُتح بعضها (٢) فوجد فيه سبعة آلاف دينار وفي بعضها عشرة آلاف، وعيّن فيها مبَرة لأهل المساجد الثلاثة، وغيرهم فوضعها نائب جدة الرومي في حواصل الفرضة ومنعهم من الوصول إليها حتى يأتيه جواب من الخنكار أو ملك الأمراء بالديار المصرية. وذلك أنه رأى ما هاله من النقود لكثرتها، وعادته لا يُعشّره.

ومن جملته حياصة مكللة بالجواهر الثمينة عُيّنَتْ لسلطان الروم، وسيف مثمن لنائب الديار المصرية وغير ذلك لوزيره وأركان دولته وصاحب مكة وأتباعه. ولم يمكّنهم نائب جدة من تعلقهم إلّا الدبْش (٣) والفرش وعملوا فيه ما أمكنهم من الفرضة لمعرفتهم بعملهم في بلادهم من أركان دولتهم فكان الجزاء من جنس العمل. ومصداق ذلك أنهم لم يبيّنوا إلّا ما خُبّر عليه ولا أظهروا الحاجة إليه لكن نائب لم جدة أعطاهم بعض المصروف على العسكر وهاداهم أركان الدولة بجدة وجازاهم الوزير بما عنده.


(١) بالأصل: خمسون
(٢) بالأصل: بعضهم.
(٣) الدبش أثاث البيت انظر ٤٢٣: ١ … Dozy : Supplements