وفي الجمعة التي وصلوا فيها سافر من مكة يوم الثلاثاء ثامن عشر شهر تاريخه للزيارة النبوية السيد علاء الدين ملك التجار ومعه جماعة من الأعاجم عزم عليهم بعيالهم منهم الشيخ المدرس أبو بكر العمري والشيخ سلام الله وصحبه والدة قاضي القضاة المحبي بن ظهيرة وأخواتها وغيرهم على نية الزيارة والمجاورة إلى آخر شهر رجب. تقبل الله ذلك.
وفي يوم الأحد سادس عشر الشهر دخل مكة بعض الهنود منهم عماد الملك وداية عيال السلطان بهادر شاه ومعهما جماعة من العسكر والنساء، وسكنوا في مدرسة سلطانهم مظفر شاه بباب الصفا المجاور للمسجد الحرام وقصد عمادَ الملك أربابُ الوظائف وغيرهم للسلام عليه.
وفي يوم وصوله تحرك غلو الأقوات من الحب والسمن واللحم ونزل سعر الذهب المضروب كل أشر في أربعة كبار بعد أن كان كبيرين والكيلة الحب بكبير وعثماني والرطل السمن بأربعة كبار واللحم بكبير، فالله يرخص أسعار المسلمين خصوصًا جيران بيت الله الأمين.
ثم في يوم السبت خامس عشر الشهر دخل مكة عبيد سلطان الهند وبقية عسكره مع وزيره آصف خان واسمه عبد العزيز ونزلوا في قاعة قاضي الشافعية الجمالي أبي السعود بن ظهيرة التي صارت لهم وضاقت عليهم لكثرتهم وطلبوا إجارة البيوت المجاورة لهم، وسألوا قاضي الشافعية المفصول البرهاني في بيت ابن عمه قاضي القضاة المحبي بن ظهيرة واعتذر لهم بكون حوائج المتوفى فيها وأمرها إلى زوجته وأمه، وثانيتهما غائبة بالمدينة الشريفة.
فسمع القاضي الشافعي المتولي عام تاريخه بسؤال الوزير في ذلك، فتوجّه إليه وعرض سكن نفسه وهو مستأجر معه لسنة تاريخه وذهب معه إليه وأراه له وحلف عليه بأنه يسكن فيه على أمتعته من الفرش وغيرها وأنه لا ينقل منها إلّا كتبه وثياب