للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدنه. فقبل منه السكن وردّ عليه جميع ما فيه فحينئذ نقل إليه عيال سلطان الهند مظفر شاه وطلب إجارة المنازل التي حوله بأغلى الإيجارات، منها ما هو بثلاثمائة وما هو بمائتين وما هو بمائة، فكان ذلك رزقًا لأهلها.

وسكن الوزير في أحدها المقابل لسكن عيال سلطانه وهرع الأعيان من أرباب الوظائف للسلام عليه وأرسلوا هداياهم إليه، وفيها السكر والعسل والأغنام وغير ذلك، وجازاهم عليها بالقماش والنقد لكل واحد بقدر ما أرسل إليه نحو أربع مرار ودونها. وصارت في البلد حركات وكثرة تصرفات وزاد غلو الأسعار في الذهب وجميع الأقوات حتى نزل الأشرفي السلطلاني والقبرصي بأربعة وثلاثين وخمسة وثلاثين كل واحد نقص سبعة وثمانية كبار والسليمي والغوري بنقص أربعة كبار. والكيلة القمح المصرية بكبير وعثماني والرطل السمن بأربعة كبار وأكثر واللحم رطل بكبير. فالله تعالى يرخص أسعار المسلمين ويجعل الخير في القرار. [وكثر الذهب في أيدي الناس من خزانة بهادر] (١).

ثم في أواخر العشر التالي من جماد الثاني فرق عماد الملك الهندي مبَرّة على جماعة من المدرسين والفقراء المباركين جزاه الله تعالى خيرا. [وكان رجلا دينًا خيرًا حسن الصورة لطيف المعاشرة من أهل الفضل] (٢).

ثم فرّق الوزير آصف خان على أرباب الوظائف من القضاة والأئمة والشيبيين والمؤذنين والفراشين من الذهب والشاشات ولم يعمّ الناس بالمبرات، ونُسب التقصير لإمام الحنفية محمد البخاري لكونها على يده وهو من المقربين عنده والمطوف له لما قدم وتشوش منه القاضي الشافعي الجديد ونافر الوزير لعدم انقياده له. [وحصل له منه ذهب بكثرة سبائك وغيرها بنى بها البيوت] (٣).


(١) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٢) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.
(٣) ما بين عاقفتين بخط قطب الدين النهروالي.