للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحب المصرية بمكة كل ربعية بمحلقين ونصف وثلاثة إلّا ربعًا يومًا واحدًا، ثم طلع السعر إلى ثلاثة وربع وأزيد قليلًا وأنقص من ذلك، ولزم السمن سعره عن كل رطل أربعة محلقة، والجبن الرطل بمحلق ونصف، واللحم الضاني بمحلقين، والقربة الماء الحلو بربع محلق. فالله تعالى يزيد في رخص الأسعار ويُصلح الأحوال.

وفي يوم الأربعاء رابع الشهر تخاصم الجمالي محمد ابن قاضي القضاة نسيم الدين المرشدي الحنفي مع شخص ساكن في أوقاف والد زوجته الخواجا حسن الظاهري لمطالبته بحصة زوجته فقال له الناظر: القاضي المالكي الجديد الزيني عبد الحق النويري أمرني أن لا أعطيك شيئًا، فقال له: ليس له النظر وإنما النظر للقاضي المفصول الجلالي أبي السعادات، فتوجها إلى المتولي فلما رآهما أغلق بابه وغُيّب عنهما فلقيا في طريقهما ولده النوري علي وهو نائبه في الحكم فقال له المكتري: والدك أمرني بعدم الإعطاء، فقال له: لا تعطه (١) شيئًا، فقال له الجمالي المرشدي: آخذ منه حق زوجتي على رغم أنفه، فسبّه ابن المالكي فرد عليه ما قال له فمدّ ابن المالكي يده إليه فتعاطى منه بمثل ما فعل معه، ثم أنهما تخانقا وتواصلا إلى الشريفة أم المسعود ابنة عجل أخت (٢) زوجة الشريف بركات، فجاء ابن الحنفي ببينة عندها أنّ ابن المالكي هو البادئ عليه وأنه انتصر لنفسه فقالت لهما: توجّها إلى الحاكم القائد مبارك بن بدر، فتوجّها إليه وحضرتْ البيّنة الأولى عنده فقال لهما: لا أدخل بينكما وكل منكما ابن قاض. فصار ابن المالكي يتكلم ويقول: أنا نائب الشرع وهو سوقي. فلعمري إذا كان نائب الشرع لا يفعله ويقابل الأخصام بالشر والخصام فماذا يحصل له، لكنه ابن أبيه بالحمق والتعدّي على الناس.

فلما سمع والده بالقضية كتب محضرًا بأن ولد الحنفي محمد المرشدي ظالم على


(١) بالأصل: تعطيه.
(٢) بالأصل: أحد.