للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفقهاء لا أدخل بينهم، ثم إنه طلب منه صبيين من عنده يتوجّه بهما إلى منزله لضربه، فتوجّها معه وشالا له ابن خالته فضربه بيده أمام منزله، فسمعتْ والدته فسبّتْه كثيرًا من منزلها وصارت تدعو عليه والولد يسبّه كثيرًا وعرض في أهله بما لا أحبّ ذكره. ثم لما فرغ من ضربه أمر بتوجهه إلى السجن فسُحب إليه فخلّصه القاضي أمين الدين ابن الخطيب فخر الدين بن ظهيرة القرشي في الطريق، وكثرت القالة بسبب ذلك.

ويقال إن سبب هذا الفعل أن زوجة الحنفي المطلقة منه ابنة الشيخ الطيب الشيبي أرسلتْ له ورقة فيها التحريش على أم أولاده وفعلها مع ابن خالته القبيح، فضرب زوجته وحبسها وشاع خبره بمكة وتألّم الناس لذلك. فالله تعالى يستر الأحوال ويختم بخير.

وفي عشاء ليلة الإثنين تاسع الشهر وصل بشير من عند الخواجا جمال الدين محمد بن شهاب الدين الهرموزي من بلده وأخبر بوفاة سيّده مقتولًا في البحر وهو متوجه في العام الحالي، قتله المهرة في أواخر ربيع الثاني مع جماعة من التجار، فبكى عليه أهله وحزنتْ (١) عليه أمّه وأخواته وجواريه وأصحابه، فالله تعالى يرحمه، فإنه كان عاقلًا ساكنًا محسنًا كثير الخير. ووصلت مع العبد أوراق كثيرة جاءتْ إلى الشحر (٢) من الهند فيها الإخبار بخروج أربعة عشر قطعة من مراكب الفرنج المخذولين عليهم قريب الهند في حادي [عشر] (٣) من صفر (١١ صفر ٩٢٦ هـ / ١ فبراير ١٥٢٠ م) فقاتلهم جماعة المركب الشاهي فقُتِل منهم نحو عشرة أنفس، عُيّن منهم صهر الخواجا ابن القويضي وعبدٌ للخواجا ابن قرموط وجرح الخواجا عز الدين اللاري في يده بالنار وسَلِم الشاهي


(١) بالأصل: وحزن.
(٢) الشحر: منطقة يمنية على ساحل بحر الهند، ياقوت: معجم البلدان ٣: ٣٢٧.
(٣) كلمة سقطت من الأصل.