غير مقسّمة بعناوين الأشهر، مع ملاحظة أنها جاءت موجزة لم يبذل فيها المؤلف عنايته الكاملة، ولم يذكر تفاصيل كثيرة مع عدم إهماله للأخبار الأساسية.
ومما يمكن أن نلاحظه أيضا أنّ مسودة الكتاب تقف عند أخبار اليوم الثالث من رجب سنة ٩٤٦ هـ / ١٥ نوفمبر ١٥٣٩ م، والمعروف أنّ جار الله بن فهد توفي ليلة الثلاثاء ١٥ جمادى الثانية ٩٥٤ هـ / ٢ أغسطس ١٥٤٧ م.
فأين هي أخبار السنوات الثماني التي عاشها جار الله بن فهد بعد سنة ٩٤٦ هـ؟
هل كتبها وبقيت مسودة ثم ضاعت ولم يجدها الناسخ؟
هل توقّف عن تأليف كتابه لسبب من الأسباب؟
إنّ ما بين أيدينا من النصوص لا يسمح لنا بالجواب عمّا سبق.
ومما يجدر بنا أن ننبّه إليه أيضا أنّ أخبار الكتاب التي تبدأ سنة ٩٢٣ هـ وتنتهي بأخبار سنة ٩٤٦ هـ لم تكن متواصلة تواصلا تاما.
ذلك أنه متابعتنا للنص يظهر لنا جليا أن جار الله بن فهد لم يؤلف شيئا من كتابه نيل المنى إلا وهو في مكة. فكلما خرج من مكة في سفر طويل أو قصير أمسك عن كتابة أخبار مكة. لذلك جاء كتابه غير متواصل الأخبار بحسب التواريخ. بل تخللتْه أنقاص قد تكثر إذا ما كانت رحلته طويلة، كأنْ يسافر إلى بلاد العثمانيين. وقد تكون قصيرة لا تتجاوز الشهر الواحد.
فكان نقص وانقطاع أخبار مكة في كتاب نيل المنى هي التالية:
توقفت أخبار العز بن فهد في كتابه بلوغ القرى في سنة ٩٢٢ هـ، في حين أنّ أخبار كتاب نيل المنى بدأت سنة ٩٢٣ هـ. فإن جار الله لم يبدأ كتابه حيث انتهى كتاب والده وذلك لسبب ذكره ابن طولون (١) وهو أن جار الله لم يكن
(١) انظر تفاصيل ذلك في كتاب ابن طولون: مفاكهة الخلان ٢: ٦٣.