للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محتسبها (١) الجمالي محمد بن علي بن عوض المواز بشكوى السوقة منه وكذا غيرهم. فسافر في يوم تاريخه إلى الشريف بجدة فبلغنا عزله والأمر بحسابه عند حاكم جدة القائد بدر العراقي وأن الشريف ولي القائد شوفان بن بيشة عتيق جَدِّه السيد بركات بن حسن وهو مسنّ ومشهور عنه عوضه الخير والصلاح.

وفي يوم الأحد حادي عشر الشهر مات شخص رومي اسمه يوسف ويقال إنه مملوك للملك العادل طومان الأشرفي. وكان أوصى من مدة شهريْن أو أقل للشريف بركات بمائة وخمسين دينارا وللقاضي الشافعي الجديد النوري ابن ناصر بمثلها وبحجة بمائة دينار وأنه يفرق ثلث ماله وهو أزْيَد من ألف دينار على من يختاره من أهل الحرم وغيرهم. فختمت (٢) الدولة على بيته وجهّز في يومه وصلي عليه قبل صلاة العصر ودفن بالمعلاة، رحمه الله تعالى.

وفي ليلة الإثنين ثاني تاريخه ماتت المرأة المباركة المعمرة أم الحسين وتُسمى فاطمة ابنة إمام المالكية جمال الدين محمد بن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عبد العزيز النويري المكي وعمرها ثمانية وسبعون سنة، فجهزها ابن أخيها إمام المالكية الشرفي أبي القاسم بن أبي عبد الله النويري وصُلي عليها بعد صلاة الصبح ودفنت في المعلاة بتربة سلفها، رحمها الله تعالى.

وفي ليلة الخميس خامس عشر الشهر كسف ربع القمر بعد صلاة العشاء بساعة وانجلى بسرعة وصلّى له الشيخ فتح الله الناسخ صلاة متوسطة مع خطبة لطيفة أداها في ورقة بيده تأدية حسنة بصوته الجهوري وشكر الناس منه أكثر من مستنيبه، وكان تأخر لوجعه عافاه الله. وما علم الناس بوجود الكسوف إلّا في وقته وعُدّ ذلك من الغرائب لكونه في ليلة خمسة عشر بعد عادته بليلة و لم يتفق


(١) بالأصل: يطلبها محتسبها.
(٢) بالأصل: فختم.