للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلطان مظفر شاه الكجراتي على أهل الحرمين الشريفين وصل إلى بندر عدن بالسلامة وكان قصده التوجه إلى جدة، فلما سمع ناخوذته بأنّ الفرنج توجّهوا إلى دهلك صدّ عنهم. فالله تعالى يهلكهم ويسلّم المسلمين منهم.

وفي آخر الشهر وصل في البحر من الطور جلبة فيها أربعمائة حمل دقيق صدقة على أهل مكة من عند ملك الأمراء نائب الديار المصرية، ويقال من الخنكار سليم خان ابن عثمان وأن المتكلم عليها شخص رومي وصل معه ثلاثة مراسيم أحدها للشريف بركات بالوصية به والمسامحة في عشورها، وثانيها بتقدّمه بخراب قبّة مقام الحنفية إلى حاشية الطواف وعمل مقصورة عليه، وثالثها لنائب جدة، فسامح الشريف بعشوره في الدقيق.

ونقل إلى مكة المشرفة ورقة (١) حَررت تركة الحاج محمد شنيبل الدمشقي التاجر الواصل من الهند في عام تاريخه ومات في طريقه قريب جدة، وخلّف بنتا وزوجة حاملا ولدت ذكرا في شهر رجب وأوصى بثلث مخلّفه لأهل الحرمين الشريفين، فضُبط جميع ماله فجاء ثلاثين ألف دينار، وأخذ الشريف ثلث الثلث على عادته في الصدقات، وأخذ قاضي جدة ابن قاضي مكة ابن ناصر الثلث الثاني على عادته في الصدقات الثاني (٢) وأخذ أهل المدينة الثلث الثالث، وشرع قاضي مكة في كتابة قائمة لتفرقتها على أهل الحرمين، وغيرهم، فالله تعالى يُلهمه الخير.

وفي ليلة الخميس ثامن عشري الشهر وصل إلى مكة ولد للشريف أبي الغيث ابن صاحب مكة السيد محمد بن بركات وهو ميت وعمره اثنتا عشرة سنة فجهّز في ليلته وصُلي عليه بعد صلاة الصبح ودفن بالمعلاة، رحمه الله تعالى وإيانا.

وفي يوم السبت سلخ الشهر مات المقرئ محيي الدين عبد القادر ابن .... (٣)


(١) بالأصل: وقت.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) بياض بمقدار كلمتين بالأصل.